📁 آخر الأخبار

غزوة العُشيرة التحالفات الأولى للنبي ﷺ واستعداد الدولة الإسلامية لغزوة بدر الكبرى

غزوة العُشيرة: التحالفات الأولى للنبي ﷺ واستعداد الدولة الإسلامية لغزوة بدر الكبرى🔥

كانت المدينة المنوّرة في عامها الثاني للهجرة تعيش يقظةً جديدة. فبعد غزوتي الأبواء وبُواط، بدأ الناس يدركون أن الدعوة التي وُلدت في مكة لم تعد مجرد نداءٍ في الصحراء، بل دولة تتحرك وتخطط وتتحالف.
في ذلك الوقت، كانت قريش لا تزال تتحدّى المسلمين اقتصاديًا وسياسيًا، تمرّ قوافلها التجارية أمام المدينة بكل غطرسة، وكأنها لم تسمع أن راية الإسلام أصبحت ترفرف عالية.
هنا قرّر النبي ﷺ أن يخرج مرةً ثالثة، لا لحربٍ عشوائية، بل لتأسيس أول معاهدة استراتيجية في تاريخ الدولة الإسلامية — إنها غزوة العُشيرة.

تحرّك النبي ﷺ ومعه نحو مئة وخمسين من الصحابة، يسيرون بخطواتٍ ثابتةٍ في طريقٍ طويلٍ يقطع وادي الفرع متجهين إلى منطقةٍ تُعرف بـ العُشيرة بين مكة والمدينة، على الطريق الساحلي المؤدي إلى الشام.
كانت الشمس تميل نحو الغروب حين بدت جبال العُشيرة بلونها النحاسيّ العميق، والريح تداعب الرايات البيضاء، وصوت التكبير يتردّد بين الجبال:

“الله أكبر... ها نحن نكتب تاريخنا بأيدينا.”

لم يكن الهدف القتال، بل إقامة أول تحالفٍ سياسي مع بني ضمرة، وتأمين حدود الدولة من الجنوب الغربي، في خطوةٍ عبقريةٍ تُظهر بعد نظر النبي ﷺ السياسي والعسكري.
وهكذا، كانت غزوة العُشيرة بمثابة التجربة الاستراتيجية الكبرى قبل بدر، حيث تعلم فيها المسلمون كيف تبنى الأمم بالعهود كما تبنى بالسيوف.

مشهد سينمائي واقعي يُظهر حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يقود لواء المسلمين في غزوة العُشيرة، والراية البيضاء ترفرف فوق الرمال الذهبية، وخلفه صفوف الصحابة يسيرون بخيولهم وجمالهم في طريقٍ طويلٍ بين مكة والمدينة، تحت إضاءةٍ ذهبيةٍ وقت الغروب.
تصوير درامي لغزوة العُشيرة، حيث خرج الصحابة بقيادة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، في ثالث غزوات الإسلام، لإبرام أول تحالفٍ سياسي مع بني ضمرة وتأمين طريق المدينة نحو بدر الكبرى.

🌅 ثالث غزوة في الإسلام – غزوة العُشيرة وتمهيد الطريق لغزوة بدر الكبرى

بعد أن عاد المسلمون من غزوة بُواط وقد ازدادت ثقتهم في أنفسهم، بدأت قريش تشعر أن طريق تجارتها إلى الشام لم يعد آمنًا. كانت تمرّ بمحاذاة المدينة المنوّرة في كل عامٍ، تحمل البضائع والذهب والرجال المسلحين، بينما يتربص بها المسلمون يراقبونها عن بُعد. عندها قرر النبي ﷺ أن يخطو خطوةً جديدة في طريق بناء الدولة، فخرج في غزوة العُشيرة، ثالث غزوات الإسلام، لتأمين حدود المدينة الجنوبية الغربية، وإقامة أول تحالفٍ رسمي مع قبائل الحجاز.

كانت الغزوة في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة، وسار فيها النبي ﷺ ومعه نحو مئة وخمسين من الصحابة، في مقدمتهم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يحمل رايةً بيضاء، وهي المرة الأولى التي يقود فيها حمزة لواء المسلمين رسميًا. كانت الصحراء هادئة، ولكن الهيبة التي تمشي مع الركب الإسلامي كانت كافية لأن تُدرك القبائل أن شيئًا جديدًا يُولد في جزيرة العرب — أمة منضبطة يقودها وحي السماء.

1.🕋 سبب غزوة العُشيرة ودلالاتها في بناء الدولة الإسلامية

كان السبب المباشر لخروج النبي ﷺ في غزوة العُشيرة هو مطاردة قافلةٍ تجاريةٍ كبرى لقريش كانت متجهة من مكة إلى الشام، بقيادة أبي سفيان بن حرب. أراد النبي ﷺ أن يقطع عليهم طريقهم، أو على الأقل يثبت وجود الدولة الإسلامية على طريق التجارة الساحلي الذي كانت قريش تعتبره خطًّا حصريًا لها.
لكن وراء هذا السبب العسكري الظاهر كان هناك هدفٌ أعمق — بناء شبكة تحالفات سلمية مع القبائل التي تقطن وادي الفرع مثل بني ضمرة وبني مدلج، وهي القبائل التي كان مرور القوافل يتم عبر أراضيها.
وبذلك كانت غزوة العُشيرة خطوة ذكية في سياسة التحالف قبل الحرب، تمهيدًا لمعركة بدر الكبرى التي كانت على الأبواب.

2.🏜️ ملخص غزوة العُشيرة وأبرز أحداثها

تحرّك الجيش الإسلامي من المدينة وسار عبر وادي الفرع حتى وصل إلى منطقة العُشيرة في ديار بني مدلج. وعندما وصل النبي ﷺ وجد أن قافلة قريش قد غادرت المكان بأيامٍ قليلة، فاختار أن يبقى في المنطقة لعدة ليالٍ، أقام خلالها بين القبائل، وتبادل معهم العهود والمواثيق.
وفي تلك الأيام، عقد النبي ﷺ أول ميثاق سلامٍ وتحالفٍ مع بني مدلج وبني ضمرة، يقضي بأن لا يُقاتل المسلمون تلك القبائل ولا يعينون عليهم أحدًا، وأن يكونوا حلفاء في مواجهة أي عدوان.
كانت تلك التحالفات نقطة تحول سياسية في مسار الدعوة، إذ أصبحت المدينة محصنة من الجنوب، وبذلك تمّ تأمين نصف حدودها تقريبًا قبل المعارك الكبرى.

عاد النبي ﷺ إلى المدينة دون قتال، لكن العُشيرة كانت بداية الدبلوماسية الإسلامية التي مهّدت لغزوة بدر بعد أسابيع قليلة، حين مرّت القافلة نفسها بقيادة أبي سفيان من الطريق ذاته، لتبدأ أول مواجهة كبرى في تاريخ الإسلام.


⚖️ معاهدة النبي ﷺ مع بني ضَمْرَة وبني مُدْلِج في غزوة العُشيرة – أول التحالفات السياسية في الإسلام

حين وصل النبي ﷺ إلى وادي العُشيرة، أدرك أن موقعها الاستراتيجي يجعلها مفتاح الجنوب الغربي للمدينة، وممرًّا حيويًا لتجارة قريش نحو الشام.
لكن النبي ﷺ لم يخرج ليقاتل، بل خرج ليؤسس لمبدأٍ جديد في السياسة الإسلامية: التحالف لا العدوان، والمعاهدة قبل السيف.
في تلك الأرض التي يمر بها النسيم بين الجبال، جلس رسول الله ﷺ مع زعماء بني ضَمْرَة وبني مُدْلِج، ليكتب معهم أول ميثاقٍ سلميٍ في تاريخ الدولة الإسلامية، يربط المدينة بحلفٍ يحمي طرقها ويمنع أي اعتداءٍ على حدودها.

1.🕊️ ما هي معاهدة بني ضَمْرَة في غزوة العُشيرة؟

كانت معاهدة بني ضَمْرَة من أهم الأحداث في غزوة العُشيرة، إذ نصّت على أن:

«لا يغزو محمد ﷺ بني ضمرة، ولا يغزون المسلمين، ولا يُعِينون عليهم عدوًّا، وأن لله ولرسوله النصرة عليهم إذا دُعوا إليها.»

بهذا العهد، أصبحت القبائل القريبة من مكة حليفةً للمدينة، مما أضعف نفوذ قريش، وفتح للمسلمين طريقًا آمنًا للمراقبة والتحرك.
وكانت المعاهدة أيضًا استمرارًا لمعاهدة الأبواء الأولى، لكنها أكثر رسوخًا واتساعًا، لأن النبي ﷺ أصبح يتعامل من موقع القوة لا المبادرة الدفاعية.

من خلال هذه الخطوة، أرسى الإسلام قواعد العلاقات الدولية المبكرة، حيث تقوم السياسة على الوفاء بالعهود، لا على الغدر والمكيدة.

2.📜 نتائج التحالف في غزوة العُشيرة وأثره في بناء الدولة الإسلامية

كان أثر هذا التحالف عظيمًا في عدة مجالات:
1️⃣ أمنيًا: ضمنت الدولة الإسلامية حدودها الجنوبية الغربية ضد أي هجومٍ من قريش أو حلفائها.
2️⃣ اقتصاديًا: أمّنت طرق التجارة للمسلمين والقبائل المتحالفة معهم، مما دعم الاقتصاد المدني.
3️⃣ سياسيًا: جعلت المدينة قوة إقليمية معترفًا بها، تسعى القبائل إلى كسب ودّها لا محاربتها.
4️⃣ استراتيجيًا: مهدت الطريق لغزوة بدر الكبرى، إذ مرّت قافلة أبي سفيان لاحقًا عبر نفس المنطقة التي أُبرمت فيها المعاهدة.

لقد كانت غزوة العُشيرة أول تجربة دبلوماسية ناجحة في تاريخ الإسلام، أثبت فيها النبي ﷺ أن السلم قد يكون أحيانًا أقوى من الحرب، وأن التحالفات الراشدة هي التي تسبق الانتصارات الكبرى.

مشهد سينمائي واقعي يُظهر مجلس تحالف سلمي بين المسلمين وزعماء قبيلتي بني ضمرة وبني مدلج في وادي العُشيرة، حيث يجلس القادة في ساحةٍ رمليّة تحيط بها الجبال، والرايات البيضاء منصوبة، بينما يقف الصحابة في الخلف بوقارٍ وهيبةٍ تحت إضاءة ذهبية وقت الغروب.
تصوير درامي لتحالف المسلمين مع بني ضمرة وبني مدلج في غزوة العُشيرة، حين أبرم الصحابة أول معاهدةٍ سلمية لتأمين حدود الدولة الإسلامية جنوب المدينة، في خطوةٍ سياسيةٍ سبقت غزوة بدر الكبرى.

🛡️ نتائج غزوة العُشيرة وأثرها في التمهيد لغزوة بدر الكبرى

بعد أن أتمّ المسلمون تحالفهم مع بني ضمرة وبني مدلج، عادوا إلى المدينة وهم يدركون أن ما جرى في العُشيرة لم يكن مجرد اتفاقٍ قبلي، بل حدثٌ سياسيّ غيّر موازين القوى في الجزيرة العربية.
كانت تلك الغزوة ثالث خطوة في بناء الدولة الإسلامية، لكنها الخطوة التي مهدت مباشرة لأعظم معركة في التاريخ الإسلامي — غزوة بدر الكبرى.

لم يخرج المسلمون في العُشيرة للقتال، بل خرجوا ليعلنوا أن زمن العزلة قد انتهى، وأن المدينة أصبحت مركزًا لقوةٍ تعرف متى تحارب ومتى تتحالف.
لقد نجحت الغزوة في تحقيق أهدافٍ استراتيجية دون سيفٍ أو دماء، وكانت نتائجها تمهيدًا عمليًا لبناء الجبهة الإسلامية قبل المواجهة الكبرى مع قريش.

1.📈 سبب غزوة العُشيرة ونتائجها على الدولة الإسلامية

خرج النبي ﷺ في غزوة العُشيرة لسببين رئيسيين:
1️⃣ قطع طريق قريش التجاري الذي يمرّ بمحاذاة المدينة، وإظهار سيطرة المسلمين على الطرق المؤدية إلى الشام.
2️⃣ عقد التحالفات السلمية مع القبائل القريبة من مكة لتأمين الحدود الجنوبية الغربية للمدينة.

ورغم أن المسلمين لم يدركوا قافلة قريش، فإن النتائج كانت عظيمة:

  • تأسيس أول تحالفٍ سياسي دائم في الإسلام.
  • تأمين طريق المدينة حتى وادي الفرع.
  • اكتساب خبرة عسكرية في التحرك المنظم لمسافاتٍ طويلة.
  • ترسيخ هيبة الدولة الإسلامية في قلوب القبائل المجاورة.

كانت غزوة العُشيرة مثالًا على أن الانتصار لا يكون دائمًا في الميدان، بل أحيانًا في صناعة التوازن قبل الحرب.

2.🏜️ موقع غزوة العُشيرة بين الغزوات النبوية الأولى وأثرها في بدر

تقع العُشيرة في وادي الفرع بين مكة والمدينة على الطريق الساحلي المؤدي إلى الشام، وهي موقع استراتيجي يمرّ به كل من يريد التجارة أو الغزو.
اختار النبي ﷺ هذا المكان بعناية، لأنه نقطة التقاء بين خطوط التجارة والتحالفات القبلية.
وبعد أسابيعٍ من عودته من العُشيرة، مرّت القافلة نفسها بقيادة أبي سفيان بن حرب في نفس الطريق، فكانت تلك الشرارة التي أشعلت غزوة بدر الكبرى.

هكذا كانت العُشيرة حلقة الوصل بين غزوات السلم الثلاث الأولى (الأبواء – بُواط – العُشيرة) وبين غزوات النصر اللاحقة (بدر – أُحد – الأحزاب).
لقد أثبتت أن السلام الواعي والتخطيط الاستراتيجي هما أول سلاحٍ في بناء أي حضارة.


📜 الدروس والعبر من غزوة العُشيرة وثالث الغزوات النبوية

كانت غزوة العُشيرة مدرسةً استراتيجية فريدة في تاريخ الدولة الإسلامية الناشئة، جمعت بين السياسة والعسكرية والإيمان في مشهدٍ واحدٍ يُظهر عبقرية القيادة النبوية.
فيها تعلّم المسلمون أن الانتصار لا يتحقق بالسيوف فقط، بل بالتخطيط والاتحاد والعهد والوفاء، وأن الأمة التي تعرف متى تعقد الصلح ومتى تُشهر السيف هي الأمة التي لا تُهزم.

لقد كانت الغزوة تدريبًا عمليًا على الصبر، ومقدمةً لصناعة النصر في بدر الكبرى، ورسالةً للأمة أن السلام القويّ أحيانًا أبلغ من الحرب السريعة.

1.💡 الدروس المستفادة من غزوة العُشيرة في بناء الدولة الإسلامية

1️⃣ التخطيط البعيد المدى:
غزوة العُشيرة لم تكن حدثًا عشوائيًا، بل خطوة محسوبة في طريق بدر، إذ اختار النبي ﷺ الموقع نفسه الذي ستجري فيه أول معركة كبرى بعد أسابيع.

2️⃣ التحالف قبل الحرب:
أدرك المسلمون أن التحالفات السياسية يمكن أن تفتح أبواب النصر قبل أن تبدأ المعركة. كانت المعاهدات مع بني ضمرة وبني مدلج دليلًا على أن القوة ليست في السلاح وحده، بل في العلاقات والعهود.

3️⃣ القيادة الهادئة والحازمة:
قائد الجيش حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أظهر نموذج القائد الميداني الشجاع الذي يوازن بين الحزم والرحمة، في ظل قيادة النبي ﷺ الحكيمة.

4️⃣ الصبر كوسيلة للتمكين:
رغم طول المسير وعدم حدوث قتال، لم يشعر المسلمون بالخذلان، بل بالثقة، لأنهم فهموا أن كل خطوةٍ تُعدّ بناءً في طريق الأمة.

5️⃣ الهيبة في السلم كهيبة الحرب:
القبائل المجاورة أدركت أن المسلمين لا يحتاجون إلى قتالٍ لفرض هيبتهم، بل يكفي أن يسمعوا أن جيش المدينة تحرك، حتى يترددوا في معاداته.

2.🕊️ العبر الإيمانية من ثالث غزوة في الإسلام

  • الإيمان بالبدايات الصغيرة: فالأمة التي تبني مجدها بالصبر والعقيدة تنتصر ولو بعد حين.
  • الوفاء بالعهد: غزوة العُشيرة علمت المسلمين أن الحفاظ على الاتفاقيات جزء من الدين، لا من السياسة فقط.
  • الاتحاد حول القيادة: وحدة الصف والسمع والطاعة كانت من أعظم أسباب قوة المسلمين في تلك المرحلة.
  • السلام في الإسلام ليس ضعفًا: بل هو استراتيجية قوة حين يكون مبنيًا على العزة والكرامة والعدل.

لقد كانت غزوة العُشيرة جسرًا بين مرحلة التأسيس ومرحلة المواجهة، ومنها بدأ طريق بدر الكبرى، لتتحول الدولة الإسلامية من كيانٍ ناشئ إلى قوةٍ يُحسب لها ألف حساب.


🧭 الأسئلة الشائعة حول غزوة العُشيرة وثالث الغزوات النبوية (FAQ)


1. ما هو ملخص غزوة العُشيرة؟

غزوة العُشيرة هي ثالث غزوة في الإسلام، خرج فيها النبي ﷺ ومعه نحو مئة وخمسين من الصحابة في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة.
هدف الغزوة كان مراقبة قافلة قريش المتجهة إلى الشام بقيادة أبي سفيان، لكن القافلة غادرت قبل وصول المسلمين.
خلال وجودهم في وادي العُشيرة، عقد المسلمون تحالفًا سلميًا مع قبيلتي بني ضمرة وبني مدلج، فعادوا إلى المدينة دون قتال بعد أن حققوا نجاحًا سياسيًا كبيرًا.

2. ما هو سبب غزوة العُشيرة؟

السبب كان قطع الطريق التجاري لقريش الذي يمرّ بمحاذاة المدينة وإظهار سيطرة الدولة الإسلامية على خطوط التجارة.
كما أراد النبي ﷺ أن يؤمّن حدود المدينة من الجنوب والغرب، ويقيم تحالفات سلمية مع القبائل المجاورة استعدادًا لمواجهة قريش في المستقبل.

3. ما هي غزوة العُشيرة؟

هي ثالث الغزوات النبوية بعد غزوتي الأبواء وبُواط، وقعت في منطقة تُسمّى العُشيرة على وادي الفرع بين مكة والمدينة، وكانت أول غزوة تشهد تحالفًا سياسيًا منظمًا بين المسلمين والقبائل العربية.

4. ما هي معاهدة بني ضَمْرَة في غزوة العُشيرة؟

هي أول اتفاقية سلمية في الإسلام، أبرمها المسلمون مع قبيلتي بني ضَمْرَة وبني مُدْلِج في وادي العُشيرة.
نصّت على عدم الاعتداء، وعدم مساعدة أعداء الطرفين، والتعاون في الدفاع المشترك عند الحاجة.
بهذه المعاهدة تأمّنت حدود المدينة وأصبحت القبائل القريبة حليفةً للمسلمين.

5. ما هو موقع غزوة العُشيرة؟

تقع العُشيرة في وادي الفرع بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، على الطريق الساحلي المؤدي إلى الشام.
وهي من المناطق الخصبة التي تمرّ بها القوافل التجارية، وتبعد نحو 180 كيلومترًا جنوب غرب المدينة المنورة.

6. ما النتائج التي ترتبت على غزوة العُشيرة؟

  • إقامة أول تحالفٍ سلميٍّ رسميٍّ بين المسلمين والقبائل العربية.
  • تأمين الحدود الجنوبية الغربية للمدينة المنوّرة.
  • إثبات القوة السياسية للدولة الإسلامية دون قتال.
  • تمهيد الطريق لغزوة بدر الكبرى التي وقعت بعد أسابيع قليلة.

🔥 الخاتمة: حين صنع المسلمون النصر بالعهود قبل السيوف 🔥

لم تكن غزوة العُشيرة غزوةً من نارٍ وحديد، بل كانت غزوة من عقولٍ واعيةٍ وقلوبٍ مؤمنةٍ.
في تلك الصحراء الممتدة بين مكة والمدينة، جلس المسلمون لأول مرة ليصنعوا السلام بعزّة، والتحالف بقوة، ويؤسسوا لمرحلةٍ جديدةٍ من تاريخ الأمة — مرحلةٍ تدرك فيها أن النصر لا يُولد دائمًا من المعركة، بل من القرار الحكيم في الوقت المناسب.

لقد كانت العُشيرة حلقةً ذهبية في سلسلة الغزوات النبوية الأولى، جمعت بين الشجاعة والبصيرة، وبين السياسة والإيمان.
خرج فيها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يقود الراية البيضاء، وعاد الجيش بلا قتال، لكنه عاد ومعه نصرٌ أعمق من كل مواجهة: هيبة الدولة الإسلامية واحترام العهود.

من العُشيرة بدأت ملامح الدولة الحديثة تتشكل، ومن صبر أولئك الرجال خُطّت أولى خرائط النور التي ستقود إلى بدر الكبرى.
وهكذا علّمتنا العُشيرة أن السلام حين يُصنع من القوة هو أول مراحل النصر، وأن بناء الأمم لا يكون دائمًا بالسيوف، بل بالإيمان والتخطيط والصبر.

شاركنا رأيك أيها القارئ الكريم

1️⃣ ما الدرس الأبرز الذي ترى أنه غيّر مجرى التاريخ في غزوة العُشيرة؟
2️⃣ هل ترى أن التحالفات السلمية كانت سببًا في قوة الدولة الإسلامية أم تأجيلًا للمعارك؟
3️⃣ لو كنت من الصحابة في تلك الغزوة، كيف كنت ستشعر وأنت تشهد ولادة أول تحالفٍ إسلاميٍّ في التاريخ؟

💬 شاركنا رأيك في التعليقات، فالتاريخ لا يُكتب بالكلمات فقط، بل يُحييه من يؤمن بمعانيه ويستخلص دروسه.


📚 المصادر والمراجع التاريخية لغزوة العُشيرة – ثالث غزوات الإسلام

📘 المصدر🏛️ المؤلف / المرجع التاريخي🕰️ تفصيل محتوى المصدر
السيرة النبويةابن هشاميذكر خروج النبي ﷺ إلى العُشيرة، وعدد المسلمين، وتحالفهم مع بني ضمرة وبني مدلج، ويعدّها ثالث الغزوات بعد الأبواء وبُواط.
المغازيالإمام محمد بن إسحاقيروي تسلسل الغزوات النبوية وأهدافها، ويُبرز دور غزوة العُشيرة في التمهيد لغزوة بدر الكبرى.
تاريخ الطبريالإمام محمد بن جرير الطبرييقدم وصفًا دقيقًا لظروف الغزوة ومعاهدتها مع بني ضمرة، وأثرها السياسي في توسيع نفوذ المدينة.
الطبقات الكبرىابن سعديذكر أسماء الصحابة المشاركين في الغزوة، ومدة إقامة المسلمين في وادي الفرع، والنتائج السياسية المترتبة.
زاد المعاد في هدي خير العبادابن قيم الجوزيةيربط بين غزوة العُشيرة وغزوة بدر الكبرى، ويستخرج منها الدروس الإيمانية والتربوية في فقه القيادة.
الرحيق المختومالشيخ صفيّ الرحمن المباركفورييقدم رواية تحليلية حديثة بأسلوب مبسط، توضّح كيف كانت العُشيرة نقطة التحول نحو بناء التحالفات الكبرى في الدولة الإسلامية.

📜 ملاحظة تاريخية دقيقة:
اتفق المؤرخون على أن غزوة العُشيرة وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة، أي بعد غزوة بُواط مباشرة.
واختلفت الروايات في تحديد مدة إقامة النبي ﷺ في وادي العُشيرة، فذكر ابن إسحاق أنها كانت قرابة خمسة عشر يومًا، بينما قال ابن سعد إنها بضعة أيامٍ فقط حتى تم عقد التحالفات مع القبائل.
أما القافلة التي خرج المسلمون لاعتراضها فكانت بقيادة أبي سفيان بن حرب، وهي القافلة نفسها التي أصبحت سببًا في غزوة بدر الكبرى بعد أسابيع قليلة.

خاتمة المراجع:
بهذه الغزوة المباركة اكتملت مرحلة التحالفات الأولى للدولة الإسلامية، لتبدأ بعدها مرحلة الصدام العسكري المنظّم في بدر.
لقد كانت العُشيرة خطوة العقل قبل السيف، والسياسة قبل المعركة، وبداية إدراك العرب أن في المدينة قوةً جديدةً تجمع بين الإيمان والتخطيط والحكمة.



عصور ذهبية
عصور ذهبية
تعليقات