📁 آخر الأخبار

أسرار غزوة أحد: كيف انقلبت المعركة من النصر إلى الهزيمة؟

⚔️ غزوة أحد: من لحظة النصر إلى اختبار الهزيمة… قصة الإيمان التي غيّرت التاريخ

في السنة الثالثة للهجرة، دوّى اسم غزوة أحد كأحد أكثر الأحداث تأثيرًا في تاريخ الإسلام.
في بدايتها، كان النصر يلوح في الأفق، والصفوف الإسلامية تتقدّم بقوة وثبات،
لكن لحظة واحدة من الغفلة قلبت الموازين،
فتحولت غزوة أحد من نصرٍ واضح إلى هزيمة مريرة، تحمل في طياتها أعظم الدروس والعبر.

كيف انقلبت النتائج بهذه السرعة؟
هل كان الخطأ الوحيد هو ترك الرماة لمواقعهم؟
أم أن هناك عوامل أعمق تتعلق بالطاعة والانضباط والاختبار الإلهي؟

في قلب المعركة، كان النبي محمد ﷺ يقف صامدًا رغم الجراح التي سالت على وجهه الشريف،
ورغم أن الخبر الكاذب عن استشهاده دوّى بين الصفوف، فإن الإيمان لم يمت،
بل بدأ المسلمون يدركون أن النصر والهزيمة وجهان لاختبارٍ واحد: الصبر والطاعة.

لقد كانت غزوة أحد مدرسة في القيادة والإيمان،
تعلم فيها المسلمون أن الخطأ البسيط قد يفتح باب الهزيمة،
وأن الطاعة والانضباط هما أقوى من السيوف في ميدان المعركة.

ورغم جراح اليوم وألمه، لم تكن الهزيمة نهاية الطريق،
بل كانت بداية مرحلة جديدة من النضج والتخطيط والتحدي،
غيّرت مجرى الدعوة الإسلامية وجعلت الأمة أكثر وعيًا واستعدادًا للمستقبل. 🌙⚔️

التحام جيش المسلمين مع جيش قريش في غزوة أحد عند سفح جبل أحد في مشهد سينمائي واقعي يعكس بداية المعركة الثانية الكبرى في الإسلام.
 التحام المسلمين وقريش في غزوة أحد – البداية الحاسمة لمعركة الإيمان والصبر والطاعة.

⚔️ خلفية غزوة أحد: كيف خططت قريش للانتقام من هزيمتها في بدر؟

بعد الهزيمة الساحقة التي منيت بها قريش في غزوة بدر الكبرى، لم تهدأ مكة ليلًا ولا نهارًا.
امتلأت القلوب بالحقد، وتعالت الأصوات بالانتقام، يتقدمهم أبو سفيان بن حرب الذي أقسم ألا يغتسل من جنابة حتى يثأر لبدر!
أصبحت غزوة أحد حلم الثأر الذي سعى إليه قادة قريش لاستعادة هيبتهم الضائعة أمام القبائل العربية.

شعر الزعماء بالخزي والإهانة من نصر المسلمين، ورأوا أن الإسلام لم يعد خطرًا دعويًا فحسب، بل قوة سياسية وعسكرية تهدد مكانتهم التجارية والاقتصادية.
لذلك بدأوا تعبئة كبرى، جمعت الأموال والسلاح والرجال، حتى شكّلوا جيشًا ضخمًا يضم نحو ثلاثة آلاف مقاتل، فيهم مئة فارس ومئات الدروع والرماة.
كان الهدف واضحًا: “القضاء على الإسلام في مهده، وإعادة الهيبة لقريش.”

👁️ كيف استعد النبي ﷺ والمسلمون لهجوم قريش على المدينة المنورة؟

في المدينة المنورة، لم يكن النبي محمد ﷺ غافلًا عن نوايا قريش.
اعتمد على شبكة من المراقبين وفرق الاستطلاع داخل مكة وخارجها، تنقل إليه كل صغيرة وكبيرة.
وسرعان ما وردت التقارير المؤكدة:

“جيش قريش يتحرك من مكة متجهًا نحو المدينة!”

عندها بدأ النبي ﷺ الاستعداد للمعركة بهدوء القائد الحكيم:
نظّم الصفوف، دعا للثبات، وحفّز المؤمنين على الصبر.
كانت الروح الإيمانية تتقد في القلوب، بينما المدينة تستعد لمعركة الدفاع عن الدين والوطن معًا.

🤝 مشاورة الرسول ﷺ للصحابة في غزوة أحد: الشورى قبل القرار الحاسم

ما إن تأكدت الأخبار بقدوم جيش قريش، حتى جمع النبي ﷺ أصحابه للشورى،
ليؤكد أن القيادة في الإسلام تقوم على الرأي الجماعي لا على الأوامر الفردية.
قال لهم: “أشيروا عليّ أيها الناس.” فانقسمت الآراء إلى فريقين:

1.🏰 فريق من الصحابة يرى الدفاع من داخل المدينة

كان بين هذا الفريق كبار الصحابة مثل عبد الله بن أُبيّ وبعض الشيوخ،
ورأوا أن التحصن داخل المدينة المنورة أفضل؛
فمنازلها المترابطة وشوارعها الضيقة تشكل دروعًا طبيعية،
وسيُجبر جيش قريش على القتال في أرضٍ غير مألوفة له.

2.⚔️ فريق آخر يفضل الخروج إلى ساحة المعركة

أما الفريق الثاني، ومعظمهم من الشباب الذين لم يشاركوا في بدر،
فطالبوا النبي ﷺ بالخروج إلى الميدان المفتوح؛
يريدون أن يُثبتوا شجاعتهم أمام الله والناس، وأن يردوا على قريش في ساحة القتال مباشرة.
قالوا:

“يا رسول الله، نلقاهم في ساحة واسعة، ليرى العرب بأس المسلمين.”

🏔️ قرار النبي ﷺ بالخروج إلى جبل أحد: عبقرية القيادة النبوية واستراتيجية الموقع

بعد أن استمع النبي ﷺ إلى الرأيين،
اختار رأي الأغلبية بحكمة القائد الواثق،
وقرر الخروج لملاقاة قريش عند جبل أحد شمال المدينة المنورة.
لم يكن القرار اندفاعًا، بل خطة استراتيجية دقيقة:
فموقع الجبل يوفر حماية للظهر، ويسهّل تنظيم الصفوف، ويحدّ من التفاف العدو.

تجهز الجيش الإسلامي، وارتفعت رايات الإيمان في الصباح الباكر،
والوجوه تلمع بالعزيمة،
لينطلقوا نحو جبل أحد… حيث سُيكتب فصل جديد من فصول البطولة والصبر. 🌙⚔️


⚔️ بداية غزوة أحد: تنظيم الصفوف واستراتيجية النبي ﷺ العسكرية

مع إشراقة صباح المعركة، اصطفّ جيش المسلمين البالغ 700 مقاتل في مواجهة قريش التي جاءت بثلاثة آلاف مقاتل.
اختار النبي محمد ﷺ موقعًا عبقريًا عند سفح جبل أحد، ليحمي ظهر الجيش من الالتفاف والمباغتة.
ثم أمر خمسين من الرماة بالتمركز على الجبل المقابل — الذي عُرف لاحقًا باسم جبل الرماة — وأوصاهم قائلًا:

“احموا ظهورنا، ولا تتركوا أماكنكم مهما كانت نتيجة القتال.”

كانت الخطة واضحة:

  • الجبل يحمي ظهر المسلمين.
  • الرماة يمنعون أي التفاف من فرسان قريش.
  • الصفوف الأمامية تتقدم بثبات.

بذلك وضع النبي ﷺ أساس خطة دفاعية هجومية متوازنة جعلت المسلمين في موقع قوة رغم الفارق العددي الكبير.

🦁 انتصار المسلمين في المواجهة الأولى وبطولات الأبطال

مع انطلاق صيحات التكبير، خرج طلحة بن أبي طلحة أحد أبطال قريش متحديًا المسلمين،
فبرز له الزبير بن العوام رضي الله عنه قائلًا بثقة: “أنا لك يا عدو الله!”
وفي لحظاتٍ خاطفة، أسقطه الزبير بسيفه، فتعالت التكبيرات، وارتفعت معنويات المسلمين في ميدان أحد.

اندفع الصحابة بعدها في قتالٍ بطولي، يضربون صفوف قريش بقوةٍ وإيمان،
وكان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهأسد الله – يتقدّم الصفوف كالبرق،
يقاتل ببسالة نادرة ويهزم العشرات من المشركين بيده، فكان رمز الشجاعة والإقدام.

ومن بين الفرسان أيضًا حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه،
الذي ترك عُرسه وخرج للجهاد فور سماعه نداء الرسول ﷺ،
فقاتل ببسالة حتى استُشهد،
فقال النبي ﷺ:

“إن صاحبكم تغسله الملائكة.”
ومنذ ذلك اليوم لُقّب بـ “حنظلة الغسيل.”

كانت الكفة في بداية المعركة تميل للمسلمين،
صفوف قريش تتراجع، والارتباك يعمّ جيشهم،
وبدت بشارة النصر الأولى تلوح في الأفق،
تُلهب القلوب إيمانًا، وتُعلن أن قوة العقيدة أقوى من كل سلاح. 🌙⚔️


الخطأ الفادح: ترك مواقع الرماة وكيف قلب خالد بن الوليد موازين المعركة

بدأت غزوة أحد بانتصارٍ واضح للمسلمين؛
تكبيراتهم دوّت في الجبال، وفرسان قريش تراجعوا مذعورين،
وسيوف الإيمان كانت تفتح طريق النصر بثقة.
لكن في لحظة غفلة، تغيّر كل شيء.

على جبل الرماة، وقف خمسون مقاتلًا من أمهر الرماة يحرسون ظهر الجيش بأمرٍ من النبي ﷺ،
الذي قال لهم بوضوح: “لا تبرحوا أماكنكم، ولو رأيتم الطير تتخطفنا.”

لكن مع بداية تراجع قريش، ظهرت الغنائم في ساحة المعركة،
فقال بعض الرماة: “الغنيمة الغنيمة!”
ونزلوا من مواقعهم، مخالفين أمر رسول الله ﷺ.

في تلك اللحظة الدقيقة، كان خالد بن الوليد – وكان يومها على الشرك –
يراقب الميدان بعين القائد المحنّك،
فانقضّ بفرسانه من خلف الجبل،
وضرب مؤخرة جيش المسلمين في هجوم مباغتٍ خاطف.
اختلّ التوازن، وارتبكت الصفوف، وتحولت بشائر النصر إلى فوضى وهزيمة مؤلمة.

هكذا قُلبت المعركة في لحظةٍ بسبب خطأٍ واحد من الرماة،
لتبقى عبرة خالدة في التاريخ الإسلامي: أن النصر لا يُحفظ إلا بالطاعة والانضباط.

مشهد واقعي سينمائي لغزوة أُحد يُظهر التحام جيش المسلمين بقيادة النبي ﷺ (بدون ملامح) مع جيش قريش عند سفح جبل أحد، الغبار يتصاعد والرايات الإسلامية ترفرف وسط ضوء ذهبي درامي.
شهد فني درامي لغزوة أُحد، لحظة التقاء جيش المسلمين وقريش عند الجبل، حيث بدأت أعظم دروس الإيمان والطاعة في التاريخ الإسلامي.

🩸 إصابة النبي ﷺ وتراجع المسلمين: لحظات الصبر والثبات في غزوة أحد

مع التفاف خالد بن الوليد وهجوم قريش من الخلف،
انقلب الميدان رأسًا على عقب.
صرخ النبي ﷺ من وسط الغبار والدماء قائلًا: “يا عباد الله، إليَّ! إليَّ!”

لكن الأصوات تداخلت، والإشاعة المرعبة انتشرت: “قُتل محمد!”

سرت الكلمات كالصاعقة بين صفوف المسلمين،
فارتبكت القلوب، وتراجع الكثير نحو جبل أحد،
بينما بقي حول النبي ﷺ سبعة من الأنصار واثنان من المهاجرين فقط.

قال لهم ﷺ:

“من يردّ عني القوم وله الجنة؟”
فتقدّم الأنصار واحدًا تلو الآخر،
وقاتلوا ببسالة حتى استُشهدوا جميعًا دفاعًا عن رسول الله ﷺ.

وبقي معه طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما،
فحمياه بأجسادهما وسيوفهما،
حتى أصيب النبي ﷺ في وجهه الشريف، وشُجّت شفته، ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته.
ورغم الألم والدم، قال ﷺ بثباتٍ عظيم: “كيف يفلح قوم شجّوا نبيهم وكسروا رباعيته؟”

🦁 استشهاد حمزة بن عبد المطلب: سقوط أسد الله على أرض أحد

في أثناء الفوضى، كان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يقاتل كعادته في مقدمة الصفوف،
حتى باغته وحشي بن حرب بحربةٍ أصابته فاستُشهد.
سقط أسد الله وأسد رسوله،
فسقط معه قلب المعركة في لحظةٍ من الحزن والدموع.

لم تكن تلك الهزيمة نهايةً،
بل كانت امتحانًا للإيمان والصبر والثقة بالله.
وبينما انسحبت قريش راضية بانتقامها،
خرج المسلمون من المعركة أكثر وعيًا وقوةً وصلابة،
وقد أدركوا أن الهزيمة الحقيقية ليست في خسارة المعركة، بل في مخالفة أمر الله ورسوله. 🌙⚔️


⚔️ نتائج غزوة أحد: دروس النصر والهزيمة في مدرسة الإيمان

رغم الهزيمة المؤلمة التي لحقت بالمسلمين في غزوة أحد،
إلا أن المعركة لم تكن نهاية الطريق،
بل كانت بداية وعيٍ جديدٍ، وتجربةً ربانيةً صقلت قلوب المؤمنين.
لم تتمكن قريش من اقتحام المدينة ولا القضاء على المسلمين،
فاكتفت بالانسحاب إلى مكة بعد أن ظنت أنها استردت كرامتها.

ومع ذلك، تركت غزوة أحد وراءها دروسًا خالدة تُدرَّس إلى يومنا هذا:

  •  الطاعة أساس النصر: الدرس الأول والأعظم أن عصيان أوامر النبي ﷺ كان سبب الهزيمة. حين ترك الرماة مواقعهم طمعًا في الغنائم، انقلب ميزان المعركة. فكانت الرسالة واضحة: "من أطاع القيادة انتصر، ومن عصا خسر ولو كان الحق معه."
  • التخطيط والانضباط العسكريأظهرت المعركة أن النصر لا يتحقق بالشجاعة وحدها، بل يحتاج إلى تخطيط دقيق وطاعة تكتيكية. فبينما كان المسلمون يتقدّمون، كان خالد بن الوليد يترقب الثغرة المناسبة حتى نفذ منها بخطة محكمة قلبت الميدان. إنها تذكرة خالدة بأن الإيمان بلا انضباط يُهزم مهما كانت النوايا صادقة.
  •  الابتلاء والاختبار الإلهيكانت غزوة أحد اختبارًا إلهيًا عظيمًا. ففيها تمايز الصادق من المنافق، والصابر من المتخاذل.

قال تعالى:

“وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم...”
(آل عمران: 152)

كانت هذه الآية توبيخًا وتربية،
لتعلّم الأمة أن النصر هبةٌ من الله لا يُمنح إلا لمن يثبت في الطاعة.

مشهد واقعي عالي الجودة يُظهر معركة أحد بين المسلمين وقريش عند جبل أحد في المدينة المنورة، مع تصاعد الغبار ورايات الإيمان ترفرف فوق ساحة القتال.
من قلب الصحراء عند جبل أحد، انطلقت معركة الإيمان التي غيّرت مجرى التاريخ الإسلامي.


🌟 الشخصيات البارزة في غزوة أحد

  • النبي محمد ﷺ: القائد الأعلى للمعركة، واجه الجراح بصبرٍ ورباطة جأش، وظل ثابتًا بين صفوف المسلمين حتى النهاية.
  • الزبير بن العوام: بطل المبارزة الأولى، قتل طلحة بن أبي طلحة ورفع معنويات الجيش الإسلامي.
  • حمزة بن عبد المطلب: أسد الله الذي قاتل ببسالة حتى استُشهد على يد وحشي بن حرب.
  • طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص: دافعا عن النبي ﷺ حتى آخر رمق؛ فقد قُطعت أصابع طلحة، ومع ذلك ظل يقاتل بيده الأخرى.
  • خالد بن الوليد: خطّط للهجوم المضاد الذي حسم المعركة لصالح قريش، في واحدة من أذكى المناورات العسكرية في التاريخ العربي.
  • أبو سفيان بن حرب: القائد العام لقريش، حقق هدفه بالانتقام دون الدخول إلى المدينة.

🌙 الدور الإلهي في غزوة أحد: حكمة وراء الهزيمة

نزلت بعد المعركة آياتٌ كثيرة في سورة آل عمران توضّح الحكمة من أحداث أحد.
كانت الهزيمة تذكيرًا بأن الإيمان ليس شعارًا، بل التزامٌ كاملٌ بالطاعة والثقة بالله.
لقد شاء الله أن تكون غزوة أحد امتحانًا،
يُطهّر الصفوف ويُظهر معادن الرجال.
ومن رحم الهزيمة خرجت الأمة أقوى وأوعى.

🏔️ التأثيرات بعيدة المدى لغزوة أحد

رغم الانكسار المؤقت، خرج المسلمون من المعركة أكثر صلابة.
أدركوا أن الوحدة والطاعة هي أساس بقاء الأمة،
وأن النصر لا يُقاس بعدد القتلى أو الغنائم،
بل بقدرة المؤمنين على الصمود والإصرار.

لقد أعادت غزوة أحد ترتيب الصفوف،
وجعلت المسلمين أكثر حذرًا في معاركهم المقبلة،
فكانت مدرسة في القيادة، والإيمان، والانضباط، والوعي الجماعي.

ومن بين دماء أحد، وُلد جيلٌ جديد من الصحابة تعلم أن الهزيمة ليست نهاية الطريق،
بل بداية النهوض من جديد بثقةٍ في وعد الله ونصره. 🌙⚔️


الأسئلة الشائعة حول غزوة أُحد


📅 متى وقعت غزوة أُحد بالتحديد؟

وقعت غزوة أُحد في شوال من السنة الثالثة للهجرة (مارس 625م)،
بعد عام واحد من غزوة بدر الكبرى،
وكانت ثاني أكبر مواجهة بين المسلمين وقريش في صدر الإسلام.

⚔️ ما سبب هزيمة المسلمين في غزوة أُحد؟

كان السبب الرئيس للهزيمة هو مخالفة الرماة لأمر النبي ﷺ،
حين ترك بعضهم مواقعهم على جبل الرماة طمعًا في الغنائم،
مما فتح ثغرة استغلها خالد بن الوليد ليهاجم المسلمين من الخلف.
هذا الخطأ غيّر مسار المعركة بالكامل.

🕋 من الذي ضرب النبي ﷺ في غزوة أُحد؟

أُصيب النبي محمد ﷺ بحجرٍ ورمحٍ ألقاه أحد المشركين يُدعى ابن قمئة،
فشجّ وجهه الشريف وكسرت رباعيته،
حتى سال الدم على وجنتيه الطاهرتين،
لكنّه ثبت صابرًا، مرددًا:

“كيف يفلح قوم شجّوا نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟”

🩸 من هم الصحابة الذين دافعوا عن النبي ﷺ يوم أُحد؟

حين اشتد القتال وتفرّق المسلمون،
بقي مع النبي ﷺ سبعة من الأنصار واثنان من المهاجرين فقط،
من أبرزهم طلحة بن عبيد الله الذي أصيب بيده حتى شُلّت،
وسعد بن أبي وقاص الذي كان يرمي السهام بنفس النبي ﷺ.
قاتلوا جميعًا ببسالة حتى نجّى الله نبيّه.

🦁 كيف استُشهد حمزة بن عبد المطلب في غزوة أُحد؟

قاتل حمزة رضي الله عنهأسد الله وأسد رسوله – ببسالة نادرة،
حتى رماه وحشي بن حرب بحربةٍ قاتلة بأمر من هند بنت عتبة،
فاستُشهد في الميدان،
وكان استشهاده من أقسى لحظات المعركة على قلب النبي ﷺ.

🧭 كيف انتصر خالد بن الوليد في معركة أحد رغم تفوق المسلمين؟

استغل خالد بن الوليد ذكاءه العسكري ومهارته في القيادة،
فالتفّ بفرسانه حول جبل الرماة بعد أن تركه بعضهم،
وضرب مؤخرة الجيش الإسلامي من الخلف،
فحوّل النصر إلى هزيمة في لحظات قليلة،
ليثبت أن الذكاء العسكري قد يهزم التفوق العددي.

🌙 ما الدروس والعبر المستفادة من غزوة أُحد؟

علمت غزوة أُحد المسلمين أن الطاعة والانضباط مفتاح النصر،
وأن الغفلة عن أوامر القيادة تجلب الهزيمة ولو بعد النصر.
كما أظهرت أن الابتلاء جزء من التمحيص الإلهي،
ليميز الله الصادق من المدّعي،
ويُرَبّي الأمة على الصبر، والثبات، والثقة بوعد الله.


🏁 خاتمة المقال: غزوة أُحد… الهزيمة التي صنعت جيلاً لا يُهزم

لم تكن غزوة أُحد مجرد معركة بالسيوف والرماح،
بل كانت معركة بين النفس والهوى، بين الطاعة والطمع، بين الإيمان والاختبار.
فيها تعلم المسلمون أن طريق النصر لا يُعبد بالغنائم،
بل يُرصف بالصبر والطاعة والثبات.

ورغم الجراح التي أصابت وجه النبي ﷺ،
ورغم سقوط أسد الله حمزة،
خرج المسلمون من أُحد أكثر وعيًا وصلابة،
يدركون أن الهزيمة ليست نهاية الطريق،
بل بداية نصرٍ أعظم قادمٍ بإذن الله.

لقد شاء الله أن تكون غزوة أُحد درسًا خالدًا في تاريخ الأمة الإسلامية،
ليتعلم كل جيل أن الطاعة والانضباط أعظم من السيوف،
وأن النصر لا يُقاس بعدد القتلى،
بل بقدرة الأمة على الوقوف من جديد بعد كل سقوط.

💬 شاركنا رأيك أيها القارئ الكريم

  1. ما الدرس الذي أثّر فيك أكثر من أحداث غزوة أُحد؟
  2. هل ترى أن الهزيمة كانت نقطة ضعف… أم لحظة وعي للمسلمين؟
  3. لو كنت بين الصحابة يوم أُحد، كيف كنت ستدافع عن النبي ﷺ؟

📢 شارك هذا المقال مع أصدقائك على وسائل التواصل،
فالتاريخ لا يُروى لنتحسّر عليه…
بل لنتعلّم منه كيف ننهض من جديد ✨

🕋 “فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.”


📚 المصادر والمراجع التاريخية لغزوة أُحد

📘 المصدر✍️ المؤلف🕯️ الوصف والمحتوى
سيرة ابن هشامعبد الملك بن هشاممن أوثق كتب السيرة النبوية، روى تفاصيل غزوة أُحد منذ بدايتها حتى نهايتها، وذكر مشاورة النبي ﷺ للصحابة، وأحداث إصابته واستشهاد حمزة رضي الله عنه.
الطبقات الكبرىابن سعدتناول أوصاف الصحابة الذين شاركوا في المعركة، وعدد القتلى من الفريقين، وسرد أسماء الرماة وأدوارهم يوم أُحد.
البداية والنهايةابن كثير الدمشقيعرض التحليل التاريخي الكامل لغزوة أُحد وربطها بغزوة بدر، موضحًا أسباب الهزيمة والحكمة الربانية منها.
صحيح البخاري – كتاب المغازيالإمام البخاريأورد الأحاديث الصحيحة التي تصف إصابة النبي ﷺ في المعركة ودفاع الصحابة عنه بشجاعة نادرة.
زاد المعاد في هدي خير العبادابن القيم الجوزيةقدّم دراسة قيادية وعسكرية في منهج النبي ﷺ أثناء غزوة أُحد، وكيفية تعامله مع الموقف بعد الانقلاب المفاجئ في المعركة.
تاريخ الطبريمحمد بن جرير الطبريوثّق مجريات الأحداث زمنياً، وشرح أدوار قادة قريش مثل خالد بن الوليد وأبي سفيان، وأثر الغزوة على مستقبل الدعوة الإسلامية.


عصور ذهبية
عصور ذهبية
تعليقات