غزوة بني المصطلق (المريسيع): حين تحولت مياه المريسيع إلى اختبارٍ للإيمان والوحدة!
كانت المدينة المنوّرة في عامها الخامس للهجرة تعيش بين أمجاد الانتصارات السابقة وغيوم التآمر التي بدأت تتجمع في الأفق. وبينما كان المسلمون ينعمون بفترةٍ من الهدوء بعد غزوة الأحزاب، حملت الصحراء أنباءً جديدة عن قبيلة بني المصطلق التي اجتمع رجالها على التحالف مع قريش والاستعداد للهجوم على المدينة.
بلغ الخبر النبيَّ ﷺ، فاجتمع بالصحابة وقال كلمته الحازمة:
“لا يطغى قومٌ على المسلمين إلا أذهب الله عنهم سلطانهم.”
فكانت تلك اللحظة بداية غزوة بني المصطلق (المريسيع)، الغزوة التي لم تكن مجرد مواجهةٍ عسكرية، بل كانت حدثًا مصيريًا في تاريخ الدعوة، إذ شهدت لأول مرة اختبارًا حقيقيًا لوحدة الصف الداخلي بين المهاجرين والأنصار، وفيها وقعت حادثة الإفك التي اهتزّت لها المدينة والعالم الإسلامي أجمع.
انطلق جيش الإسلام من المدينة، بقيادة النبي ﷺ نفسه، في شعبان من السنة الخامسة للهجرة (ديسمبر 626م)، متجهًا إلى وادي المريسيع قرب منطقة قُدَيد، حيث كانت قبيلة بني المصطلق قد حشدت مقاتليها استعدادًا للغزو.
كان في صفوف المسلمين أعلامٌ من الصحابة الكبار: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، الزبير بن العوام، وعبد الله بن رواحة، وكلّهم يتهيأون لمعركةٍ يعلمون أنها ليست كسابقاتها؛ فهذه المرة العدوّ قريب، والخطر من الخارج والداخل معًا.
في ذلك اليوم، ستتجلى الحنكة النبوية في أعظم صورها؛ إذ لم يكن النصر فقط في ساحة القتال، بل في حماية المجتمع الإسلامي من الفتنة التي كادت تمزقه بعد المعركة.
كانت غزوة بني المصطلق أكثر من مجرد غزوة، كانت منعطفًا إنسانيًا وتاريخيًا رسم ملامح المرحلة التالية من بناء الأمة.
![]() |
| مشهد سينمائي واقعي يُظهر جيش المسلمين يعبر وادي المريسيع شمال المدينة المنوّرة، الخيول وسط الغبار والرايات الإسلامية ترفرف على ضوء الشمس الذهبي. |
🕋 متى وقعت غزوة بني المصطلق وأين موقعها؟ ولماذا سُمّيت بغزوة المريسيع؟
📅 تاريخ غزوة بني المصطلق وموقعها الجغرافي
وقعت غزوة بني المصطلق في شعبان من السنة الخامسة للهجرة، الموافق ديسمبر سنة 626 ميلاديًا، بعد أن استقرت المدينة المنوّرة عقب غزوة الأحزاب.
جاءت الأخبار إلى النبي ﷺ أن قبيلة بني المصطلق من خزاعة قد اجتمعت بقيادة الحارث بن أبي ضرار، وبدأت تحشد الرجال استعدادًا للهجوم على المدينة بتحريضٍ من قريش.
فقرّر النبي ﷺ أن يبادر قبل أن يُباغَت، فخرج بجيشه ليقطع الطريق على الخطر قبل أن يصل إلى حدود الدولة الإسلامية.
أما موقع المعركة فهو وادي المريسيع، وهو نبع ماء يقع بين المدينة المنوّرة والساحل الغربي للحجاز بالقرب من منطقة قديد.
وكان هذا الوادي مركز تجمع لقبيلة بني المصطلق، لذلك سُمّيت الغزوة أيضًا بـ غزوة المريسيع، نسبة إلى المكان الذي دارت فيه المعركة قرب المياه.
🏜️ سبب تسميتها وأهميتها في التاريخ الإسلامي
سُمّيت الغزوة باسم بني المصطلق نسبة إلى القبيلة نفسها، وهي فرع من خزاعة التي كانت قد نقضت عهدها مع المسلمين.
أما اسم المريسيع فهو اسم العين التي وقعت بجانبها المعركة، وكانت مشهورة بمياهها الصافية، فكانت القبائل تتخذها موقعًا للتجمع والحشد.
وتبرز أهمية هذه الغزوة في كونها أول معركة بعد غزوة الأحزاب يخرج فيها النبي ﷺ بنفسه ضد قبيلة عربية مستقلة، كما أنها شهدت تحولًا اجتماعيًا كبيرًا في المجتمع الإسلامي بعد المعركة بسبب حادثة الإفك التي ارتبطت بها.
لقد كانت غزوة بني المصطلق نموذجًا فريدًا للتوازن بين الحزم العسكري والرحمة النبوية، إذ جمع النبي ﷺ بين حماية الأمة بالحرب، وبناء المجتمع بالعفو والعدل.
⚔️ الأسباب الحقيقية لغزوة بني المصطلق وخطط النبي ﷺ العسكرية قبل المعركة
💥 تجمع قبيلة بني المصطلق وتهديد أمن المدينة
بدأت القصة حين وصلت أنباء مقلقة إلى المدينة المنوّرة أن قبيلة بني المصطلق بن خزاعة قد جمعت الجموع بقيادة زعيمها الحارث بن أبي ضرار، والد السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
كان هدفهم واضحًا: الهجوم على المدينة المنوّرة والقضاء على الدولة الإسلامية الناشئة.
تحرّكت القبيلة بتحريضٍ من قريش وبعض القبائل اليهودية التي أرادت الانتقام بعد هزيمة الأحزاب.
فبعث النبي ﷺ بُريدًا استخباريًا من الصحابة – رجلًا من بني ضمرة – ليأتيه بالخبر اليقين.
عاد الرسول ﷺ الاستخباري بسرعة يحمل التأكيد:
"يا رسول الله، إنهم قد عزموا على المسير إليك، وقد اجتمعوا على الماء بالمريسيع."
فما كان من النبي ﷺ إلا أن أعلن النفير العام، ودعا المسلمين إلى الخروج فورًا قبل أن يصل العدو إلى المدينة.
كانت هذه السياسة النبوية تقوم على مبدأ المبادرة قبل الخطر، لا انتظار العدو حتى يطرق الأبواب.
🧭 الخطة النبوية الذكية في التحرك نحو المريسيع
أمر النبي ﷺ الجيش بالتحرك في سريّةٍ تامةٍ وسرعةٍ حاسمة، فلم يُعلن عن وجهته إلا بعد مسافةٍ طويلةٍ من المسير، حتى لا تصل الأخبار إلى بني المصطلق.
اختار ﷺ طريقًا غير مألوف عبر وادي قُديد، ليفاجئ العدو من جهةٍ لم يكن يتوقعها.
وجعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قائد المقدمة، والزبير بن العوام على الميمنة، وسعد بن عبادة على الميسرة، وترك زيد بن حارثة مسؤولًا عن الإمداد والمؤن.
كانت حركة الجيش سريعة ومنظمة على نحو غير مسبوق، حتى قال الصحابة إنهم قطعوا الطريق إلى المريسيع في وقتٍ قياسيٍّ “لم يظن العدو أن المسلمين وصلوا بعد”.
هذه القيادة النبوية المتقدمة جمعت بين الدقة العسكرية والبصيرة السياسية؛ فلم يكن الهدف فقط ردّ العدوان، بل تأمين الطريق التجاري غرب المدينة وفرض الهيبة على القبائل المتحالفة مع قريش.
هكذا بدأت غزوة بني المصطلق كتحركٍ استباقيٍّ لحماية الدولة، لكنها تحوّلت إلى انتصارٍ عسكري واجتماعي وسياسي سيظل علامة فارقة في التاريخ الإسلامي.
👥 عدد جيش المسلمين في غزوة بني المصطلق وأسماء القادة المشاركين فيها
⚔️ تعبئة الجيش النبوي وتنظيم الصفوف قبل المعركة
خرج النبي ﷺ من المدينة المنوّرة ومعه نحو 700 إلى 1000 مقاتل من صفوة الصحابة، فيهم المهاجرون والأنصار، وسارت معهم بعض النساء لخدمة الجيش وسقي الماء.
كان الهدف واضحًا: ضرب التجمع المعادي في وادي المريسيع قبل أن يهاجم المدينة.
نظّم النبي ﷺ الجيش في كتيبتين واضحتين:
- المقدمة بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- الميمنة تحت إمرة الزبير بن العوام رضي الله عنه.
- الميسرة تولّاها سعد بن عبادة رضي الله عنه.
- قائد الإمدادات والتموين كان زيد بن حارثة رضي الله عنه، وهو من أوفى قادة الجيش في المهمات البعيدة.
“لا تقاتلوا حتى أدعوهم إلى الإسلام، فإن أجابوا كففنا عنهم.”
كانت راية المسلمين خضراء ترفرف في الصحراء، تحمل شعار الإيمان والرحمة قبل القتال، بينما يعلو التكبير في صفوف المقاتلين، في مشهدٍ مهيبٍ تهابه القبائل من بعيد.
🏕️ التحرك إلى المريسيع واستعداد بني المصطلق للقاء
في المقابل، كان الحارث بن أبي ضرار قد جمع 700 مقاتل من بني المصطلق وحلفائهم من خزاعة وبعض بطون العرب، واتخذ موقعه على عين المريسيع قرب الماء، معتقدًا أن النبي ﷺ لن يصل إليه قبل أيام.
لكن المفاجأة كانت صاعقة حين وصل الجيش الإسلامي فجرًا، قبل أن يتم العدو تجهيز صفوفه.
انطلق علي بن أبي طالب في طليعة الجيش، ورفع رايته قائلًا:
“الله أكبر، لا نُغلب اليوم بإذن الله.”
وبهذه المبادرة السريعة حُسم الموقف قبل أن تبدأ الحرب فعلًا، إذ اندفع المسلمون كالسيل، بينما تشتت صفوف بني المصطلق وبدأت المعركة تتبدد قبل اكتمالها.
كانت غزوة بني المصطلق مثالًا على التنظيم النبوي الدقيق، والقيادة الميدانية الذكية التي جعلت جيش الإسلام ينتصر بسرعةٍ خاطفةٍ دون خسائر تُذكر.
![]() |
| لوحة سينمائية واقعية تُظهر ثلاثة من قادة الجيش الإسلامي يقودون الصفوف على ظهور الخيول في صحراء المريسيع، الرايات الإسلامية ترفرف فوقهم والغبار يتطاير تحت ضوء الغروب الذهبي. |
🏜️ تفاصيل معركة المريسيع وكيف انتصر المسلمون في دقائق
⚔️ بداية المواجهة عند عين الماء
اقترب جيش المسلمين من عين المريسيع فجرًا، وكان الحارث بن أبي ضرار قد بدأ لتوّه في تنظيم صفوفه حول الماء.
لكن قبل أن يُكمل استعداداته، انقضّت الطلائع الإسلامية بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه كالعاصفة، ورفعت رايات التوحيد وسط الغبار الكثيف.
تقدّم الزبير بن العوام من الميمنة وسعد بن عبادة من الميسرة، فالتقت الصفوف سريعًا، ودوّى التكبير في أرجاء الوادي:
“الله أكبر! نُصرت راية الحق!”
استمر الاشتباك ساعات قليلة فقط، إذ انهارت صفوف بني المصطلق بعد صدمة المباغتة، وفرّ معظمهم تاركين سلاحهم ومعسكرهم، بينما قُتل القائد الحارث بن أبي ضرار في بداية المعركة.
وبذلك تحقق نصر سريع حاسم دون خسائر تُذكر من المسلمين، وكان من أعظم دلائل دقة التخطيط النبوي وسرعة التنفيذ في الميدان.
🏆 انتهاء المعركة وأسر المقاتلين والنساء
بعد فرار مقاتلي بني المصطلق، جمع المسلمون ما تركه العدو من الأسلحة والإبل والغنائم، ووقع في الأسر عدد كبير من رجال القبيلة ونسائها، من بينهم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها بنت زعيم القوم.
اقتادها المسلمون إلى المدينة، فكانت التحول الأجمل في نهاية الغزوة، إذ تزوجها النبي ﷺ بعد أن أُعتقت، فأطلق المسلمون كل الأسرى من قومها احترامًا لمكانتها، وقالوا:
“هؤلاء أصهار رسول الله ﷺ، لا يُسترقّون.”
فما كان من القبيلة إلا أن أسلمت عن بكرة أبيها، فدخلت خزاعة وبنو المصطلق في الإسلام طواعية، وأصبحت الغزوة نصرًا بالسيف ثم نصرًا بالقلب.
كانت غزوة بني المصطلق (المريسيع) واحدة من الغزوات التي جمعت بين الحزم العسكري والرحمة الإنسانية، فكانت دموع الفرح بعد المعركة أبلغ من صيحات النصر في الميدان.
💍 زواج النبي ﷺ من جويرية بنت الحارث… كيف تحولت الأسيرة إلى سببٍ لإسلام قبيلتها؟
🌸 الأسيرة الكريمة التي غيرت مصير قبيلتها
بعد انتهاء غزوة بني المصطلق، جُمعت الأسرى من الرجال والنساء في معسكر المسلمين، وكان من بينهنّ جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، ابنة زعيم بني المصطلق الذي قُتل في المعركة.
كانت جويرية امرأةً عاقلةً كريمة النسب، ذات هيبةٍ ووقار، وقيل إنها كانت من أجمل نساء قومها.
وقعت في سهم الصحابي ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، فكاتَبَتْه على نفسها — أي طلبت أن تفدي نفسها بدفع مال مقابل حريتها — لكنها لم تكن تملك ما تفدي به نفسها، فجاءت إلى النبي ﷺ تطلب منه المساعدة.
نظر إليها النبي ﷺ برحمةٍ وتواضع، وقال لها بلطفٍ:
“هل لك في خيرٍ من ذلك؟”
قالت: وما هو يا رسول الله؟
قال: “أقضي عنك كتابتك وأتزوجك.”
فوافقت جويرية رضي الله عنها، فكان زواجه ﷺ بها من أعظم صور الرحمة والعفو بعد النصر.
🕊️ بركة الزواج وإسلام مئات من بني المصطلق
ما إن سمع الصحابة بخبر زواج النبي ﷺ من جويرية، حتى قالوا:
“أصهار رسول الله في أيدينا؟ لا والله لا نسترقّهم!”
فأطلقوا جميع الأسرى من بني المصطلق — وكانوا مئات — وقال ابن عباس رضي الله عنه:
“ما كانت امرأةٌ أعظم بركةً على قومها من جويرية.”
وبهذا الزواج تحوّل الأسر إلى حرية، والعداوة إلى مصاهرة، والقبيلة التي كانت تستعد لمحاربة الإسلام أصبحت من أنصاره.
دخل بنو المصطلق الإسلام طوعًا، وأصبحوا بعد ذلك من أكثر القبائل إخلاصًا للدعوة.
كانت هذه اللحظة مثالًا خالدًا على الحكمة النبوية في تحويل العداء إلى حبّ، والخصومة إلى سلامٍ دائمٍ بالرحمة لا بالقوة.
ومن وادي المريسيع خرجت امرأة واحدة غيّرت مجرى التاريخ، لتثبت أن الإسلام دين الوفاء والإحسان حتى في ساعة النصر.
🔥 الفتنة الداخلية بعد النصر: قصة النزاع بين المهاجرين والأنصار وحديث عبد الله بن أُبيّ
⚔️ بداية الخلاف عند عين المريسيع
بعد أن انتهت المعركة وعمّ معسكر المسلمين بالفرح، حدثت واقعة صغيرة كادت تتحول إلى فتنة كبيرة بين المهاجرين والأنصار.
فقد تنازع رجلان على الماء عند عين المريسيع: أحدهما من المهاجرين والآخر من الأنصار، فصاح كلٌّ منهما مستنصرًا بقومه، وقال أحدهما: “يا للمهاجرين!”، وقال الآخر: “يا للأنصار!”.
تجمّع حولهما رجال من الفريقين وكادت تقع مواجهة لولا أن النبي ﷺ خرج بنفسه مسرعًا وقال بوجهٍ غاضبٍ عظيم الهيبة:
“أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ دعوها فإنها منتنة!”
فخمدت الفتنة في لحظات، وعاد الهدوء، لكن عبد الله بن أُبيّ بن سلول — زعيم المنافقين — كان يرى في ذلك فرصة لبثّ الحقد والانقسام بين المسلمين.
🐍 عبد الله بن أُبيّ يثير بن سلول الفتنة بكلماته الخبيثة
وقف ابن أُبيّ وسط قومه يقول متذمرًا: “أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجنّ الأعزُّ منها الأذلّ!”
يقصد بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله ﷺ، فبلغ قوله النبيَّ ﷺ عن طريق الصحابي زيد بن أرقم رضي الله عنه، فحزن النبي ﷺ حزنًا شديدًا، لكنه لم يُعلن الأمر حتى لا يثير فتنةً أكبر.
وعندما عاد الجيش إلى المدينة، نزل في عبد الله بن أُبيّ قول الله تعالى في سورة المنافقين:
﴿ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
(سورة المنافقون – الآية 8)
كانت تلك الحادثة اختبارًا للإيمان ووحدة الصف بعد النصر، فأثبت المسلمون أنهم أقوى من دسائس المنافقين، وأن القيادة النبوية قادرة على إخماد الفتنة قبل أن تبدأ.
💡 العبرة الكبرى من الفتنة
أراد الله أن يُعلّم المؤمنين أن العدو الخارجي أهون من العدو الداخلي، وأن الحفاظ على وحدة الصف بعد النصر أصعب من تحقيق النصر نفسه.
ولذلك، كانت غزوة بني المصطلق درسًا خالدًا في أن القيادة النبوية لا تحارب بالسيف فقط، بل بالحكمة والسيطرة على النفوس وقت الغضب.
🕊️ حادثة الإفك بعد غزوة بني المصطلق… أخطر أزمة اجتماعية في المدينة
📌 بداية القصة: رجوع الجيش وتخلّف عائشة رضي الله عنها
بعد ما انتهت غزوة بني المصطلق وانصرف الجيش راجعًا إلى المدينة، كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد خرجت مع النبي ﷺ في هذه الغزوة – وكان النبي ﷺ إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فخرجت القرعة على عائشة.
في طريق الرجوع، نزل الجيش للراحة ليلًا، فخرجت عائشة رضي الله عنها لقضاء حاجتها، فلما رجعت لمست صدرها فلم تجد عقدها (وفي بعض الروايات: قلادة من جزع ظفار)، فرجعت تبحث عنه، وكان وزنها خفيفًا – لأنها كانت صغيرة السن – فلما رجعت إلى مكان الجيش كانت الهودج قد رُفع على الجمل وظنّوا أنها بداخله، فسار الجيش وتركها.
قالت رضي الله عنها – كما في الصحيح – إنها جلست في مكانها تظن أنهم سيفتقدونها فيرجعون، فغلبها النوم.
🐪 وصول صفوان بن المعطل
كان وراء الجيش رجل صالح من الصحابة اسمه صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه، كان يأتي بعد الجيش ليتأكد أن ما في أحد تخلّف. فلما مرّ بالمكان شاف إنسانًا نائمًا، ولما اقترب عرف أنها عائشة، لأنه كان قد رآها قبل الحجاب.
فقال: "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، زوج رسول الله؟"
فاستيقظت عائشة فسترت وجهها فورًا، ولم يكلمها بكلمة، وأنخ راحلته فركبت، وسار بها حتى لحقا بالجيش في النهار.
هنا جاء مدخل المنافقين.
🐍 عبد الله بن أُبيّ يستغل الموقف
لما رأى عبد الله بن أُبيّ بن سلول – رأس المنافقين – أن عائشة جاءت مع صفوان، بدأ يهمس بكلام السوء، وقال كلمته الخبيثة التي نقلها الناس: اتهمهما بما برّأهما الله منه. وبدأ المنافقون يشيعون الكلام، وتسرّب هذا إلى بعض المؤمنين ممن أخطؤوا بالتحدّث بما لا يليق، مثل حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش رضي الله عنهم، لكنهم لم يقصدوا نفاقًا، بل وقعوا في الإشاعة.
انتشر الكلام في المدينة، وعائشة لا تعرف شيئًا.
😔 مرض عائشة وعدم علمها بالإفك
تقول عائشة رضي الله عنها في الحديث الطويل في البخاري: إنها لما وصلت المدينة مرضت شهرًا كاملاً، والناس يتكلمون وهي لا تدري. وكانت تلاحظ أن النبي ﷺ لا يرى منها ما كان يرى من اللطف وهو مريض، بل يدخل فيسلّم ويقول:
“كيف تيكم؟”
يعني يسأل سؤال المريض لكن بلا بسط الحديث.
فاستغربت، لكنها ما كانت تعرف أن الكلام وصل لهذا الحد.
🗣️ خروجها مع أم مسطح ومعرفتها بالخبر
خرجت يومًا لقضاء الحاجة مع أم مسطح بنت أبي رهم – وهي قريبة لهم ومن فقرائهم – فعثرت أم مسطح في ثوبها فقالت: “تعس مسطح!”
فقالت لها عائشة: أتسبّين رجلًا شهد بدرًا؟
فقالت: يا هنتاه! أما سمعت ما قال؟ ثم أخبرتها بالذي يقال في المدينة.
تقول عائشة: “فازددت مرضًا إلى مرضي.”
ورجعت إلى بيتها تبكي، وطلبت من النبي ﷺ أن يأذن لها أن تذهب إلى بيت أبويها لتتأكد، فأذن لها، فذهبت إلى بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
🕌 موقف النبي ﷺ مع الصحابة
النبي ﷺ وهو القائد، ما استعجل، بل جمع الناس وخطب وقال (والمعنى):
“ما بال رجال يؤذونني في أهلي؟ والله ما علمت عليهم إلا خيرًا، ويقولون كذا وكذا. والله ما علمت على صفوان إلا خيرًا.”
وسأل أسامة بن زيد عن عائشة فقال: يا رسول الله أهلك ولا نعلم عليهم إلا خيرًا.
وسأل علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيّق الله عليك، النساء غيرها كثير، وسل الجارية تصدقك. (يعني خفّف على نفسك، وليس اتهامًا لعائشة).
فأمر النبي ﷺ بريرة خادمة عائشة، فقالت: “والله ما أعلم عليها إلا أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الدابة فتأكله.” يعني لا تعرف لها سوءًا.
🧕🏻 ليلة البكاء
عائشة في بيت أبيها تبكي، وأبو بكر يبكي، وأم رومان تبكي، حتى قالت عائشة: “والله ما أجد لي ولكم مثلًا إلا قول أبي يوسف… فصبر جميل.”
وقالت للنبي ﷺ لما جاءها:
“إن قلت لكم إني بريئة – والله يعلم أني بريئة – لا تصدقوني، وإن اعترفت – والله يعلم أني بريئة – لتصدقوني. فوالله ما أجد لي ولكم مثلًا إلا قول أبي يوسف: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ.”
ثم اضطجعت.
📖 نزول البراءة قرآنًا
هنا نزل جبريل على النبي ﷺ في بيت أبي بكر بآياتٍ تُتلى إلى يوم القيامة. فتهلّل وجه النبي ﷺ، وقال:
“أبشري يا عائشة، قد أنزل الله براءتَك.”
ونزل قول الله تعالى من سورة النور (آيات الإفك):
﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
﴿لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا﴾
إلى قوله تعالى:
﴿وَيَعْفُوا وَيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
(سورة النور، الآيات 11 – 20)
فهذه براءة ربانية من فوق سبع سماوات، نزلت قرآنًا في حق عائشة رضي الله عنها، فصار من اتهمها بعد ذلك كافرًا لأنه كذّب القرآن.
⚖️ إقامة الحد على من تكلم
بعد نزول الآيات، أقام النبي ﷺ حدّ القذف على من تكلّم من المؤمنين دون قصد النفاق، فجلد مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش رضي الله عنهم، ليتربى المجتمع على أن العرض خط أحمر.
💡 ماذا نتعلم من حادثة الإفك المرتبطة بغزوة بني المصطلق؟
- أن أخطر شيء بعد النصر العسكري هو الفتنة الداخلية.
- أن الله رفع قدر عائشة رضي الله عنها بآياتٍ تُتلى.
- أن المجتمع المسلم لا يُبنى بالسيوف فقط، بل بصيانة الأعراض.
- أن القائد (النبي ﷺ) لا يحكم بالعاطفة، بل ينتظر الوحي ويجمع الشهود ويسمع من كل الأطراف.
- أن المنافقين يستغلون أي حدث عسكري لإحداث شقاق داخلي — وده حصل بعد غزوة بني المصطلق بالذات.
🏆 نتائج غزوة بني المصطلق والدروس والعبر المستفادة من هذا الحدث العظيم
⚔️ النتائج العسكرية والسياسية لغزوة بني المصطلق
- تأمين الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة: بانتصار المسلمين في وادي المريسيع، انتهى خطر قبيلة بني المصطلق التي كانت تنوي غزو المدينة، فاستقر الأمن الداخلي تمامًا.
- إثبات هيبة الدولة الإسلامية: أدركت القبائل العربية أن المسلمين صاروا قوة لا تُهاجم بل تُهاب، وأن الرسول ﷺ يمتلك جيشًا منظمًا قادرًا على التحرك السريع.
- توسع دائرة النفوذ الإسلامي: بعد دخول بني المصطلق في الإسلام، امتد النفوذ النبوي إلى مناطق كانت من قبل معادية، مما عزز هيبة الإسلام في الجزيرة.
- تحقيق نصرٍ نظيف دون إراقة دماء كثيرة: إذ انتصر المسلمون بسرعة، وكانت الخسائر محدودة جدًا، وهذا من دلائل التوفيق الإلهي في القيادة النبوية.
- ترسيخ مبدأ الرحمة بعد القوة: فقد اختتمت الغزوة بزواج النبي ﷺ من جويرية بنت الحارث، فأُطلق سراح مئات الأسرى، ودخل قومها في الإسلام — وهو درس خالد في استخدام الرحمة بعد الغلبة.
💡 الدروس والعبر التربوية والاجتماعية من غزوة بني المصطلق
- أن النصر الحقيقي ليس في الميدان فقط، بل في ضبط النفس بعد النصر.
- أن القيادة النبوية تحارب بالعدل كما تحارب بالسيف، فالنبي ﷺ لم ينتقم من الأسرى بل عفا وكرّمهم بالحرية والمصاهرة.
- أن المنافقين يستغلون لحظات الانتصار لنشر الشائعات، كما فعل عبد الله بن أُبيّ بعد الغزوة، مما يُبيّن خطورة الفتنة الداخلية.
- أن الصبر في الأزمات الاجتماعية يورث الفرج الإلهي، كما صبرت عائشة رضي الله عنها حتى نزل الوحي ببراءتها.
- أن الله يدافع عن المؤمنين المخلصين، فبرّأ أم المؤمنين بآياتٍ من القرآن تُتلى إلى قيام الساعة.
- أن المجتمع المسلم لا ينهض إلا بالثقة والستر، لا بنقل الكلام أو تصديق الإشاعات.
- أن المرأة في الإسلام كانت دائمًا عنصر بركةٍ وعزّ، فقد كانت جويرية سببًا في إسلام قومها، وعائشة سببًا في نزول سورة النور التي طهّرت المجتمع من دنس الشائعات.
كانت غزوة بني المصطلق (المريسيع) غزوةً من نوعٍ مختلف — سيوفها انتصرت في الميدان، وقلوبها انتصرت في الأخلاق والإيمان.
ومن بين رمال وادي المريسيع خرجت دروسٌ تبقى أبد الدهر:
أن الأمة التي تُحسن إدارة نصرها… هي الأمة التي لا تُهزم أبدًا.
❓ الأسئلة الشائعة حول غزوة بني المصطلق (غزوة المريسيع)
📅 متى وقعت غزوة بني المصطلق وأين كانت؟
وقعت غزوة بني المصطلق في شعبان من السنة الخامسة للهجرة، الموافق ديسمبر عام 626 ميلاديًا، بعد غزوة الأحزاب مباشرة.
دارت أحداثها في وادي المريسيع قرب منطقة قديد بين مكة والمدينة، وهو موقع استراتيجي يربط طريق القوافل بين الحجاز والساحل الغربي للجزيرة.
⚔️ ما هو سبب غزوة بني المصطلق الحقيقي؟
كان السبب الرئيس هو أن الحارث بن أبي ضرار زعيم بني المصطلق جمع قبيلته استعدادًا للهجوم على المدينة بتحريض من قريش وبعض اليهود.
فبادر النبي ﷺ بالتحرك بجيشه قبل أن يصل الخطر إلى المدينة، فكانت غزوة استباقية دفاعية هدفها حماية الدولة الإسلامية من عدوانٍ محقق.
👥 كم كان عدد المسلمين في غزوة بني المصطلق ومن شارك فيها من الصحابة؟
بلغ عدد المسلمين في هذه الغزوة بين 700 و1000 مقاتل، شارك فيها كبار الصحابة:
أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، الزبير بن العوام، سعد بن عبادة، زيد بن حارثة رضي الله عنهم جميعًا.
وقاد النبي ﷺ الجيش بنفسه، وجعل راية المهاجرين مع عمار بن ياسر، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة.
🏆 ما نتائج غزوة بني المصطلق وأهم ما ترتب عليها؟
- انتصار المسلمين بسرعةٍ خاطفةٍ دون خسائر تُذكر.
- دخول قبيلة بني المصطلق في الإسلام بعد زواج النبي ﷺ من جويرية بنت الحارث.
- تأمين حدود المدينة الجنوبية الغربية ضد الغارات.
- سقوط هيبة القبائل المعادية التي كانت تخطط للتحالف مع قريش.
- نزول سورة النور بعد الغزوة لتطهير المجتمع من حادثة الإفك.
💍 من هي جويرية بنت الحارث وماذا حدث بعد زواج النبي ﷺ منها؟
كانت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بنت زعيم بني المصطلق، وقعت في الأسر بعد المعركة، فطلبت من النبي ﷺ مساعدتها على فكاك نفسها، فخطبها ﷺ وتزوجها بعد أن أعتقها.
وبسبب هذا الزواج أطلق المسلمون سراح كل الأسرى من قومها، فأسلم جميع بني المصطلق.
قال ابن عباس:
“ما كانت امرأة أعظم بركةً على قومها من جويرية.”
🕌 ما هي حادثة الإفك ومتى وقعت بعد غزوة بني المصطلق؟
وقعت حادثة الإفك أثناء عودة الجيش من الغزوة، حين تخلّفت السيدة عائشة رضي الله عنها عن الركب، فعادت مع الصحابي صفوان بن المعطل، فاستغل المنافقون هذا الموقف لنشر شائعة كاذبة.
لكن الله برّأ عائشة بآياتٍ من سورة النور، نزلت لتبقى شهادة خالدة على طهارتها إلى يوم القيامة.
🧭 لماذا تُعد غزوة بني المصطلق من الغزوات المفصلية في السيرة النبوية؟
لأنها جمعت بين الانتصار العسكري السريع والاختبار الاجتماعي الأخطر في تاريخ المدينة.
فهي الغزوة التي أثبتت أن النبي ﷺ كان قائدًا سياسيًا وعسكريًا ومربيًا روحيًا في آنٍ واحد، وأن الإسلام دينٌ يُصلح الأرض بالسيف حينًا وبالعفو حينًا آخر.
🏁 الخاتمة: غزوة بني المصطلق… من معركة السيوف إلى انتصار القلوب
لم تكن غزوة بني المصطلق (المريسيع) مجرد سطر في كتب التاريخ، بل كانت مرآةً تعكس عبقرية القيادة النبوية التي جمعت بين النصر العسكري والرحمة الإنسانية.
فيها واجه المسلمون الخطر قبل أن يطرق أبوابهم، فانتصروا بالسيف أولًا، ثم انتصروا بالأخلاق والإيمان عندما أعتق النبي ﷺ الأسرى وزوّج من بينهم جويرية بنت الحارث، فتحولت الحرب إلى دعوة، والخصومة إلى مصاهرة.
لكن الغزوة حملت أيضًا أعظم امتحانٍ اجتماعي للأمة: حادثة الإفك، التي علمت المسلمين أن أشرّ السهام ليست دائمًا من الخارج، بل أحيانًا تخرج من اللسان.
فمن هذا الحدث خرجت سورة النور لتطهر النفوس وتبني مجتمعًا لا تلوثه الشائعات، بل يزهر بالثقة والعفاف.
وهكذا، بقيت غزوة بني المصطلق درسًا خالدًا في أن النصر لا يُقاس بعدد القتلى، بل بقدرة الأمة على تجاوز الفتنة وحفظ وحدتها.
ومن وادي المريسيع، خرجت رسالة للأمم:
أن القائد الحقيقي هو من يجمع بين قوة السيف وعدل القلب، وأن الرحمة بعد النصر أعظم من النصر نفسه.
💬 أسئلة تفاعلية للقارئ الكريم
- ما أكثر موقف أثّر فيك من أحداث غزوة بني المصطلق: المعركة السريعة أم حادثة الإفك؟
- برأيك، هل يمكن أن يتحول العداء اليوم إلى صداقة كما فعل النبي ﷺ بزواجه من جويرية؟
- كيف نستفيد من دروس هذه الغزوة في مواجهة الفتن الإعلامية المعاصرة؟
📣 شارك المقال مع أصدقائك ليستفيدوا من هذه القصة النبوية الخالدة،
وانشر العلم ليصل صوت التاريخ الإسلامي الأصيل إلى كل من يبحث عن العبرة والقوة والإيمان. 🌿✨
📚 المصادر والمراجع التاريخية لغزوة بني المصطلق (المريسيع)
| المصدر | المؤلف | الوصف |
|---|---|---|
| 📘 سيرة ابن هشام | عبد الملك بن هشام | المصدر الأصيل الذي روى تفاصيل الغزوة من بدايتها حتى حادثة الإفك، مع تحديد موقع وادي المريسيع ومسار الجيش. |
| 📗 الطبقات الكبرى | ابن سعد | يورد روايات الصحابة عن عدد الجيش وتنظيم القيادة ومشاركة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها. |
| 📙 البداية والنهاية | ابن كثير الدمشقي | يشرح تسلسل الأحداث ويعرض التحليل السياسي والاجتماعي لما بعد الغزوة، خصوصًا نزول سورة النور. |
| 📕 صحيح البخاري – كتاب المغازي | الإمام البخاري | يتضمن الحديث الكامل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك، كما سمعها الصحابة منها. |
| 📖 زاد المعاد في هدي خير العباد | ابن القيم الجوزية | يشرح الدروس القيادية والنفسية التي أظهرها النبي ﷺ في الغزوة، ودلالاتها في إدارة الأزمات. |
| 📒 دلائل النبوة | البيهقي | يوضح الإشارات النبوية والحكمة في التعامل مع الفتن بعد المعركة، كحادثة النزاع بين المهاجرين والأنصار. |
🕰️ ملاحظة تاريخية
وقعت غزوة بني المصطلق (المريسيع) في شعبان من السنة الخامسة للهجرة – ديسمبر 626م، بعد غزوة الأحزاب وقبل غزوة الخندق الثانية.
تميزت الغزوة بأنها جمعت بين السيف والعفو، وبين النصر والاختبار؛ فكانت بداية مرحلة جديدة من التماسك الداخلي في الدولة الإسلامية.
ومن رحم هذه الغزوة نزلت آيات سورة النور لتخلّد مبدأ الطهارة والعدل في المجتمع الإسلامي إلى يوم الدين.


شكرًا لزيارتك مدونتي!
أحب أن أسمع أفكارك وآراءك حول ما تقرأه هنا. يرجى ترك تعليقك أدناه وإخباري برأيك في المقالة. تعليقاتك ذات قيمة بالنسبة لي وتساعد في تحسين المحتوى الذي أقدمه.
ملاحظة:
يرجى تجنب استخدام اللغة الغير اللائقة.
سيتم إزالة التعليقات التي تحتوي على روابط غير مرغوب فيها أو لغة مسيئة.
شكرًا لوقتك وأتطلع لقراءة تعليقاتك!