🎬 سعيد بن زيد... ابن الموحد الذي بحث عن النور قبل نزول الوحي
كانت مكة في تلك الليلة صامتة إلا من همسات الأصنام عند الكعبة،
والناس يطوفون حولها بلا روح، يبحثون عن إلهٍ يسمع ولا يجيب.
لكن في أحد أركان الحرم، كان رجلٌ من بني عديّ بن كعب يصلّي لله وحده بلا شريك —
إنه زيد بن عمرو بن نفيل، الرجل الذي رفض عبادة الأصنام قبل الإسلام،
وبالقرب منه كان ابنه سعيد بن زيد ينظر إليه بإعجابٍ ودهشة،
وكأن نور الفطرة بدأ يشرق في قلبه منذ نعومة أظفاره.
نشأ سعيد في بيتٍ طاهرٍ من شوائب الشرك،
تعلّم من أبيه أن الحق لا يُتّبع بالكثرة، وأن النور أحيانًا يولد في قلبٍ واحدٍ وسط ظلامٍ عظيم.
ولم يمرّ وقتٌ طويل حتى جاء النور الذي انتظره أبوه —
حين بعث الله محمدًا ﷺ نبيًّا للعالمين،
فلم يتردد سعيد لحظة واحدة في أن يكون من أوائل من آمنوا بدعوة التوحيد.
لقد ورث عن أبيه إيمانه، وعن أمّه صدقه،
وعن قلبه شجاعةً جعلته من أعمدة الإسلام الأوائل،
ومن الرجال الذين بشّرهم النبي ﷺ بالجنة في حياته.
|  | 
| صورة تخيّلية فنية تمثل لحظة نادرة في مكة قبل الإسلام، حين كان زيد بن عمرو يوحد الله وحده، وابنه سعيد بن زيد يتعلّم منه التوحيد الخالص الذي أعدّه ليكون من أوائل المؤمنين. | 
⚜️ نسب سعيد بن زيد ونشأته في مكة المكرمة
👨👩👦 سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل... ابن الموحدين من قريش
ينتمي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي إلى قبيلة بني عديّ بن كعب، وهي من بطون قريش المشهورة بالشرف والمكانة،
وهي ذات القبيلة التي ينتمي إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
وبذلك يكون سعيد ابن عم الفاروق من جهة النسب.
أما أبوه زيد بن عمرو بن نفيل، فكان من الحنفاء الموحدين الذين رفضوا عبادة الأصنام قبل الإسلام،
فلم يسجد لصنمٍ قط، وكان يقول لأهل مكة: “يا معشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري.”
نشأ سعيد في هذا البيت الطاهر الذي لم يعرف الوثنية،
فامتلأ قلبه منذ الصغر بحب الله وكره الباطل،
وكان يرى أباه يعتزل الأصنام ويصلي في شعاب مكة وحده،
فتعلّم منه أن الحق لا يُقاس بالكثرة، وأن الطريق إلى الله يبدأ من صدق النية.
🌟 من النسب الشريف إلى الإيمان المبكر
كان سعيد شابًا ذكيًا حليمًا متواضعًا، تميّز بالحكمة والعقل الرزين،
وقد ورث عن أبيه نقاء العقيدة وقوة الإيمان،
حتى إذا بعث الله النبي محمد ﷺ،
سارع إلى الإيمان به دون تردد،
فكان من السابقين الأولين إلى الإسلام مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ويُذكر أن زوجته كانت فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما،
فكان البيت كله بيت إيمانٍ وجهادٍ وتضحيةٍ في سبيل الله.
ومن هذا البيت المكي النقي خرج رجلٌ جمع بين نبل النسب وطهارة القلب وقوة العقيدة،
ليكون واحدًا من العشرة المبشرين بالجنة الذين خلد التاريخ أسماءهم بأحرفٍ من نور.
🌅 إسلام سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب
💫 بداية النور في بيت سعيد بن زيد رضي الله عنه
كانت مكة تموج بغضب قريش من دعوة النبي محمد ﷺ،
وكانت بيوت المسلمين الأوائل تمتلئ بالإيمان والخوف في آنٍ واحد.
وفي أحد تلك البيوت، كان سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب يقرآن آياتٍ من سورة طه في خفيةٍ وخشوع.
لم يكن يدور بخلدهما أن الله كتب لبيتهما أن يكون منزل التحول العظيم في تاريخ الإسلام،
فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه — ابن عم سعيد وأخو فاطمة —
أشدّ الناس على المسلمين في ذلك الوقت،
حتى خرج يومًا بسيفه يريد قتل النبي ﷺ.
لكن حينما مرّ بأحد رجال قريش، علم أن أخته فاطمة وزوجها سعيدًا قد أسلما،
فانقلب وجهه غضبًا، واتجه إليهما كالإعصار.
⚔️ لحظة التحول الكبرى... بيت سعيد بن زيد يشهد ميلاد الفاروق
دخل عمر بن الخطاب على أخته وزوجها غاضبًا، وضرب سعيدًا حتى سال دمه،
لكن فاطمة صاحت فيه بثباتٍ وإيمانٍ عجيب قائلة: “افعل ما شئت يا عمر، فقد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله.”
فارتجف قلب عمر حين سمع كلماتها، ورأى الدم يسيل من وجه سعيد،
فطلب أن يقرأ الصحيفة التي كانت بين أيديهما.
كانت فيها آيات من سورة طه، فلما قرأها دمعت عيناه وقال: “ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه!”
وهنا تغيّر قلب عمر، وخرج من بيت سعيد وهو يقول: “دلوني على محمد بن عبد الله.”
فذهب إليه في دار الأرقم، وهناك نطق عمر بن الخطاب بالشهادتين،
وتحوّل من عدوٍ للإسلام إلى الفاروق الذي أعز الله به الدين.
وكان النبي ﷺ حين علم أن إسلام عمر بدأ في بيت سعيد قال: “اللهم أعزّ الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام.”
فكان بيت سعيد بن زيد بيت النور والبركة الذي غيّر مجرى التاريخ،
ومن يومها أصبح اسمه مقرونًا بحدثٍ خالدٍ لا يُنسى.
⚔️ بطولات سعيد بن زيد في الغزوات ومكانته عند النبي ﷺ
🛡️ سعيد بن زيد في ميادين القتال... من بدر إلى اليرموك
لم يكن سعيد بن زيد رضي الله عنه مجرد رجلٍ من العشرة المبشرين بالجنة،
بل كان محاربًا صادقًا وقف في صفوف الجهاد منذ أول يوم.
شارك في جميع الغزوات التي خاضها المسلمون بعد بدر،
إذ منعه النبي ﷺ من حضور بدر لأنه كان في مهمة استطلاعية خارج المدينة،
لكنّه نال أجر من شارك فيها كاملًا.
وفي غزوة أحد قاتل ببسالة إلى جوار النبي ﷺ،
وثبت حين فرّ بعض الناس، وكان صوته يعلو بالتكبير في وسط المعركة.
كما شارك في معركة اليرموك ومعركة القادسية وفتح دمشق،
وكان من قادة الجيش الذين فتحوا بلاد الشام على يد أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد رضي الله عنهما.
اشتهر سعيد بالشجاعة والهدوء والإيمان العميق،
فكان يقاتل بصمتٍ ويدعو في قلبه أن يُكتب اسمه بين الشهداء،
لكن الله اختار له أن يعيش شهيدًا القلب حيًّا بالإيمان.
🌟 لماذا بُشّر سعيد بن زيد بالجنة؟ وما قال عنه النبي ﷺ
في يومٍ جلس النبي ﷺ بين أصحابه فقال:
“أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة...”
حتى عدَّ عشرة رجال، وكان فيهم:
“وسعيد بن زيد في الجنة.”
فسأله بعض الصحابة عن سبب هذا الشرف العظيم،
فقال النبي ﷺ:
“لأنه من السابقين إلى الإسلام، ومن الثابتين على الحق يوم يُفتن الناس.”
عرفه الناس بزهده وتقواه، فلم يُغره المال ولا الجاه،
وكان يقول: “والله ما تركت الدنيا زهدًا فيها، ولكن خوفًا من أن تُغويني عن طاعة الله.”
ومن شدة ورعه أنه رفض أن يتولى أي ولايةٍ أو إمارةٍ،
واكتفى بالجهاد في سبيل الله وخدمة المسلمين في صمتٍ وإخلاص.
وهكذا عاش سعيد بن زيد حياةً من الجهاد والزهد واليقين،
حتى صار اسمه عنوانًا على الإيمان الصادق الذي لا يتغير مهما تبدلت الدنيا.
|  | 
| صورة تخيّلية فنية تمثل شجاعة سعيد بن زيد رضي الله عنه في الغزوات، حيث قاتل إلى جانب الصحابة الأبطال في معارك اليرموك والقادسية وفتح الشام، مجسّدًا الإيمان الذي لا يلين. | 
💎 ألقاب سعيد بن زيد وصفاته العظيمة في الزهد والكرم
🌿 بماذا لُقِّب سعيد بن زيد؟ ألقاب خالدة بين الصحابة العشرة المبشرين بالجنة
لم يكن سعيد بن زيد رضي الله عنه مجرد اسمٍ في قائمة العشرة المبشرين بالجنة،
بل كان عنوانًا على الإخلاص والتقوى.
فقد لقّبه الصحابة بعدة ألقاب تعبّر عن صفاته النادرة،
منها الزاهد المجاهد والعابد الصادق،
وكان يُعرف بين الناس بـ “ابن الموحد” لأن أباه زيد بن عمرو بن نفيل كان من الموحدين قبل الإسلام.
قال عنه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: “ما رأيت رجلًا أزهد في الدنيا ولا أنقى سريرةً من سعيد بن زيد.”
كان هادئًا، لا يتكلم كثيرًا، لكن كلماته حين تخرج تزرع الإيمان في القلوب.
كان لا ينافس أحدًا في مالٍ أو منصبٍ، بل ينافس نفسه في التقوى والعبادة.
وكان يقول:
“اللهم اجعلني من القليل الذين شكروا، وارضَ عني برضاك يا أرحم الراحمين.”
💰 كرم سعيد بن زيد وزهده في الدنيا... حين رفض الإمارة وفضّل الآخرة
عُرف سعيد بن زيد رضي الله عنه بالكرم الشديد رغم بساطة عيشه،
فقد كان يعطي بلا تردد، ويخفي صدقته عن الناس.
وكان يقول لمن يمدحه: “اللهم لا تجعل لي من هذا حظًا في الآخرة.”
رفض أن يتولى ولاية أو إمارة رغم عرضه عليه أكثر من مرة،
وقال: “والله ما أحب أن أكون واليًا على رجلين وأنا أعلم أن الله سائلي عن دميهما.”
كان يعيش في بيته المتواضع في المدينة، يزرع الأرض بيده،
ويطعم الفقراء مما يملك، حتى كان الناس يقولون: “إذا أردت أن ترى من يذكر الله سرًّا وجهارًا، فانظر إلى سعيد بن زيد.”
هكذا كان يعيش سعيد بن زيد بين الزهد والجهاد،
جمع بين قوة الإيمان وسكون القلب، وبين المال في اليد لا في القلب،
حتى صار مثالًا حيًّا للصحابي الذي عرف قيمة الآخرة فزهد في الدنيا.
🕊️ وفاة سعيد بن زيد رضي الله عنه ومكان دفنه وموقف الصحابة بعد رحيله
🌄 كيف مات سعيد بن زيد؟ النهاية الهادئة لجندي عاش في صمت
بعد عمرٍ طويلٍ من الجهاد والعبادة،
اعتزل سعيد بن زيد رضي الله عنه الفتن التي ظهرت بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه،
ولم يشارك في أي قتال بين المسلمين، بل كان يقول: “اللهم احفظني من دماء المسلمين كما حفظت يدي من دماءهم في الجاهلية.”
سكن في ضواحي المدينة المنورة في مكانٍ هادئٍ يُقال له “العقيق”،
وكان يقضي أيامه في العبادة وقراءة القرآن،
حتى جاء يومٌ من أيام سنة 51 هـ،
فشعر بضعفٍ شديد، ورفع يديه إلى السماء وقال: “اللهم اجعل خير أيامي آخرها، وخير أعمالي خواتيمها.”
ثم أسلم الروح بطمأنينةٍ وابتسامةٍ لم تُفارق وجهه،
كأنما كان يرى ما وُعد به من نعيم الجنة.
🌿 مكان دفن سعيد بن زيد وموقف الصحابة من وفاته
لما بلغ الصحابة في المدينة خبر وفاته،
خرجوا في جنازته وهم يبكون الرجل الذي كان رمز الصمت والإيمان.
صلى عليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،
ودفن في أرض العقيق، تلك التي أحبها وكان يقول عنها: “العقيق أحبّ البقاع إليّ بعد المسجد النبوي.”
وقال عنه عبد الله بن عمر يوم دفنه: “رحم الله سعيدًا، عاش تقيًّا، ومات نقيًّا، وما أظن أحدًا دخل الجنة قبله.”
أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يقول في حياته: “سعيد بن زيد رجل لو أقسم على الله لأبرّه.”
وهكذا رحل سعيد بن زيد كما عاش —
هادئًا، زاهدًا، صادقًا، بعيدًا عن ضوضاء الدنيا،
لكن اسمه بقي خالدًا في قلوب المسلمين،
كواحدٍ من الرجال العشرة الذين وعدهم النبي ﷺ بالجنة في حياته.
|  | 
| صورة تخيّلية فنية تمثل مشهد الوداع الأخير لسعيد بن زيد رضي الله عنه في أرض العقيق، حيث يجلس الصحابة من حوله يدعون له، ونور الغروب الذهبي يغمر الميدان في لحظة من السلام والإيمان العميق. | 
💭 خاتمة: سعيد بن زيد... رجل من الجنة عاش على الأرض زاهدًا ومات مؤمنًا مطمئنًا
حين تُذكر أسماء العشرة المبشرين بالجنة،
يأتي سعيد بن زيد رضي الله عنه كالنور الخافت الهادئ،
لا يعلو صوته في التاريخ، لكنه يملأ القلوب إيمانًا وصدقًا.
هو الرجل الذي وُلد على التوحيد، وعاش للحق، ومات في سلام،
لم يُغره مالٌ، ولم تُغوِه سلطة، ولم تُدنّسه فتنة.
قاتل حين وجب القتال، واعتزل حين عمّت الفتنة،
فكان مثالًا للمؤمن الذي يفهم معنى العبودية بصدقٍ ونقاء.
عاش سعيد حياته في الظل، لكنه خرج من الدنيا وهو من أصحاب النور،
الذين قال عنهم النبي ﷺ إنهم في الجنة.
ولعلّ أجمل ما يُقال عنه ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“رجلٌ لو أقسم على الله لأبرّه.”
وهكذا، بقيت سيرته همسة إيمانٍ في ضجيج التاريخ،
تذكّرنا بأن المجد لا يحتاج صخبًا،
وأنّ الطريق إلى الجنة يبدأ بخطوة إخلاصٍ خفية لا يراها إلا الله.
💬 شاركنا رأيك ✨
🔹 ما أكثر موقف أثّر فيك من سيرة سعيد بن زيد رضي الله عنه؟
🔹 هل ترى أن زهده وابتعاده عن الدنيا هو سرّ مكانته بين العشرة المبشرين بالجنة؟
🔹 وكيف ترى دور والده زيد بن عمرو بن نفيل في تكوين شخصيته الإيمانية منذ الطفولة؟
💭 اترك رأيك في التعليقات وشارك المقال لتبقى سيرته منارة إيمانٍ في زمنٍ طغت فيه المادة على المعنى 🌿
❓ الأسئلة الشائعة حول سعيد بن زيد رضي الله عنه
1. لماذا سعيد بن زيد من المبشرين بالجنة؟
لأن النبي ﷺ ذكره بالاسم في حديث العشرة المبشرين بالجنة،
فقال:
“أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة... وسعيد بن زيد في الجنة.”
وقد بُشّر بالجنة لصدقه في الإيمان وثباته في الإسلام منذ أيام الدعوة الأولى،
ولأنه لم يتردد في نصرة النبي ﷺ في كل المواقف،
وكان من القلّة الذين حافظوا على إيمانهم دون تراجع أو شك.
2. ماذا قال رسول الله ﷺ عن سعيد بن زيد؟
قال النبي ﷺ عنه في أكثر من موضع،
ومن أشهر ما ورد قوله:“سعيد بن زيد في الجنة.”
3. هل سعيد بن زيد ابن عم عمر بن الخطاب؟
نعم، سعيد بن زيد رضي الله عنه هو ابن عم الفاروق عمر بن الخطاب،
فكلاهما من بني عدي بن كعب،
وقد جمعتهما صلة الدم وصلة الإيمان،
وزادها قوة زواجه من فاطمة بنت الخطاب أخت عمر رضي الله عنهما.
4. من هي زوجة سعيد بن زيد؟
زوجته هي فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها،
أخت عمر بن الخطاب،
وهي من أوائل النساء اللاتي أسلمن،
وكان بيتها مع سعيد بن زيد من أوائل بيوت الإيمان في مكة،
وفيه دخل عمر الإسلام بعد أن قرأ آياتٍ من سورة طه.
5. بماذا لُقِّب سعيد بن زيد؟
لُقّب بعدة ألقاب، أبرزها:
الزاهد المجاهد وابن الموحد والصحابي الصادق.
وقد اشتهر بورعه وابتعاده عن الدنيا،
حتى قال عنه الصحابة: “ما رأينا أحدًا أزهد من سعيد بن زيد.”
6. كيف مات سعيد بن زيد؟
توفي رضي الله عنه في أرض العقيق قرب المدينة المنورة سنة 51 هـ،
بعد أن اعتزل الفتن وعاش بقية عمره في عبادة وطمأنينة.
أسلم الروح بهدوءٍ وسلام، ودُفن في العقيق،
وصلى عليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
7. من هو أبو سعيد بن زيد؟
أبوه هو زيد بن عمرو بن نفيل،
أحد الحنفاء الموحدين في الجاهلية،
الذي رفض عبادة الأصنام قبل الإسلام،
وكان يقول:“اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به.” وقد نشأ سعيد على خطاه في التوحيد والإيمان قبل بعثة النبي ﷺ.
8. لماذا بُشّر سعيد بن زيد بالجنة؟
لأنه كان من أوائل المسلمين إيمانًا،
ومن أصدقهم عملًا،
ولم يبدّل أو يتأخر رغم كل ما واجه من أذى قريش،
كما أنه ثبت مع النبي ﷺ في الغزوات الكبرى،
وظلّ على عهده حتى وفاته،
فنال بشارة الجنة في الدنيا قبل الآخرة.
📚 المصادر والمراجع
| المصدر | الوصف | 
|---|---|
| 📘 ابن كثير – البداية والنهاية | ذكر ترجمة سعيد بن زيد رضي الله عنه في باب العشرة المبشرين بالجنة، وسرد مواقفه البطولية في الغزوات، ووفاته في أرض العقيق. | 
| 📗 ابن سعد – الطبقات الكبرى | أورد نسبه الكامل، وقصة إسلامه المبكر مع زوجته فاطمة بنت الخطاب، ومشاركته في الفتوحات الإسلامية. | 
| 📙 الطبري – تاريخ الأمم والملوك | تناول دوره في أحداث صدر الإسلام وعلاقته بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووفاته بعد اعتزاله الفتن. | 
| 📕 الإصابة في تمييز الصحابة – ابن حجر العسقلاني | جمع الأحاديث التي وردت في فضله وذكر اسمه ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وبيّن سيرته ووفاته بدقة. | 
| 📜 دلائل النبوة – البيهقي | أورد النصوص النبوية التي بشّر فيها الرسول ﷺ سعيد بن زيد بالجنة وبيّن مكانته بين الصحابة. | 
| 🏛️ دراسات حديثة – بحوث في تاريخ الصحابة | تناولت شخصيته القيادية والزاهدة، وربطت بين مواقفه وملامح الدعوة الإسلامية في بداياتها. | 
🏺 الملاحظة التاريخية
يتفق المؤرخون أن سعيد بن زيد رضي الله عنه كان من أركان الدعوة الأولى،
ومن أكثر الصحابة ارتباطًا بالإيمان الفطري، إذ نشأ في بيتٍ موحّد قبل الإسلام.
شهد مراحل الدعوة من أولها، وكان من أوائل من آمنوا بالنبي ﷺ،
وشارك في الغزوات الكبرى، وظل وفيًّا للعهد حتى وفاته سنة 51 هـ في أرض العقيق.
ويُعدّ سعيد من الشخصيات التي جمعت بين النسب الشريف والزهد العميق،
إذ كان ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب،
وقد أثّر في إسلام عمر نفسه، مما جعله أحد مفاتيح التحوّل في تاريخ الإسلام.
وتبقى سيرته شاهدًا خالدًا على جيلٍ ربّاه الإيمان قبل السيوف،
جيلٍ أخلص لله سرًّا وعلانية، فاستحقّ أن يُبشَّر بالجنة وهو حيٌّ على الأرض.
إقرأ أيضاً عن الصحابة الكرام:
- المدينة المنورة : أول وأعظم دولة إسلامية في التاريخ
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أول الخلفاء الراشدين
- عمر بن الخطاب: الفاروق الذي غير مجرى التاريخ الإسلامي
- عثمان بن عفان: ذو النورين وقائد الفتوحات الإسلامية العظيمة
- علي بن أبي طالب: فارس الإسلام ورابع الخلفاء الراشدين
- أبو هريرة : أعظم رواة الحديث في سيرة الصحابة وحارس السنة النبوية
- عبد الرحمن بن عوف: أحد العشرة المبشرين بالجنة ورائد الاقتصاد الإسلامي
- بلال بن رباح: أول مؤذن في الإسلام وصوت الحرية الذي زلزل أصنام قريش
- مصعب بن عمير: أول سفير في الإسلام وبطل الدعوة الأول
- عبد الله بن مسعود: صوت القرآن وفقيه الصحابة وأحد أوعية الوحي
- معاذ بن عمرو: الشاب الذي أسقط الطغيان في غزوة بدر وأشعل فجر البطولة الإسلامية
- 10 أسرار لم تعرفها عن خالد بن الوليد: سيف الله الذي لم يُهزم في معركة
- عبادة بن الصامت: سيرة الصحابي القائد وقاضي فلسطين في فتوحات الشام والقدس
- سعد بن معاذ: سيرة الصحابي الذي اهتز له عرش الرحمن | قصة إسلامه وبطولاته الخالدة
- أسيد بن حضير الأنصاري: سيرة الفارس القارئ وكرامته مع الملائكة وصوته بالقرآن
- عَوف بن الحارث الأنصاري: بطل يوم بدر الذي هزّ القلوب بشجاعته وإيمانه
- الحُباب بن المنذر: العقل الذي قاد النصر في غزوة بدر وأدهش الصحابة بحكمته
- قصة أبو دجانة الأنصاري: صاحب العصابة الحمراء وسيف الرسول ﷺ في غزوة أُحد
- حمزة بن عبد المطلب: أسد الله وسيد الشهداء وقصة استشهاده في غزوة أُحد
- الزبير بن العوام حواريّ الرسول ﷺ وقصة بطولاته من مكة إلى الشهادة
- سيرة أبو عبيدة بن الجراح: أمين الأمة وقائد الفتح الإسلامي في الشام
- طلحة بن عبيد الله الشهيد الحي| وبطل غزوة أحد وأحد العشرة المبشرين بالجنة
- سعيد بن زيد: أحد العشرة المبشرين بالجنة وناصر التوحيد منذ فجر الإسلام
 
 
شكرًا لزيارتك مدونتي!
أحب أن أسمع أفكارك وآراءك حول ما تقرأه هنا. يرجى ترك تعليقك أدناه وإخباري برأيك في المقالة. تعليقاتك ذات قيمة بالنسبة لي وتساعد في تحسين المحتوى الذي أقدمه.
ملاحظة:
يرجى تجنب استخدام اللغة الغير اللائقة.
سيتم إزالة التعليقات التي تحتوي على روابط غير مرغوب فيها أو لغة مسيئة.
شكرًا لوقتك وأتطلع لقراءة تعليقاتك!