🌙 بيعة العقبة الثانية: عندما تحرّكت يثرب من الإيمان إلى النصرة
بعد عام واحد من أول لقاء بين النبي ﷺ وأهل يثرب، تغيّر كل شيء في المدينة.
لم تعد يثرب مجرد مدينة يدخلها الإسلام في بيوت متفرقة،
بل تحولت إلى مجتمع كامل يتشكل حول كلمة واحدة:
الحق.
مصعب بن عمير كان يعمل بصمت،
تلاوة هنا،
مجلس هناك،
رجل من الأوس يُسلم،
بيت في الخزرج يدخل الإسلام…
حتى أصبح في المدينة رجال من الطرفين يقولون بصدق:
“لن ندع رسول الله ﷺ يبقى محاصرًا في مكة.”
ومع حلول موسم الحج التالي…
كان الوفد اليثربي الذي جاء إلى مكة أكبر،
أعمق إيمانًا،
وأكثر استعدادًا من أي وقت مضى.
وليلة العقبة الثانية…
تلك الليلة التي تمّت في ظلام الجبال…
لم تكن مجرد لقاء،
بل كانت الميثاق الذي بُنيت عليه الدولة الإسلامية،
والقرار الأعظم الذي فتح باب الهجرة،
ومهّد لولادة مدينة النبي ﷺ.
![]() |
| مشهد فني واقعي يعرض لحظة بيعة العقبة الثانية تحت ظلام الليل، حيث اجتمع أنصار يثرب سرًا ليقدموا عهد النصرة والحماية، ويمهّدوا للهجرة وبداية الدولة الإسلامية. |
🌌 عودة وفد الأنصار من يثرب إلى مكة… وفد الأنصار الأكبر في تاريخ الدعوة
🔹 1. وفد لا يشبه أي وفد سابق… الإيمان يتحول إلى قوة
حين دخل موسم الحج، لم يكن الوفد القادم من يثرب يشبه أولئك الاثني عشر الذين قدموا العام الماضي.
هذه المرة جاء أكثر من سبعين رجلًا وامرأتين — أكبر عدد من المؤمنين خارج مكة حتى تلك اللحظة.
كانوا يسيرون وسط الحجيج دون أن يلفتوا الانتباه،
لكن قلوبهم كانت مشتعلة بهدف واضح:
نصرة النبي ﷺ، مهما كلّف الأمر.
لقد تغيّرت يثرب تمامًا خلال عام واحد.
بيوت، مجالس، قبائل…
انتشر فيها الإسلام بقوة، حتى أصبح من المستحيل أن يبقى النبي ﷺ محاصرًا في مكة بينما يجد هذا الجيش من القلوب ينتظره.
كان هؤلاء الرجال يعرفون جيدًا أن اللقاء القادم لن يكون كبيعة القيم في العام الماضي…
بل سيكون عهد حماية… وعهد دفاع… وعهد استعداد لحرب قريش إن لزم الأمر.
🔹 2. تعليمات سرّية دقيقة… حتى لا تشعر بهم قريش
قَبيل موسم الحج، اتفق الأنصار على خطة دقيقة للقاء النبي ﷺ:
- أن يتظاهروا بالحج كغيرهم
- ألا يجتمعوا معه نهارًا
- ألا يلفتوا الأنظار
- وأن يكون اللقاء في مكان مظلم عند منتصف الليل
- وأن يسيروا إليه فرادى حتى لا يشعر أحد بحركتهم
كانوا يدركون أن قريش إذا علمت بالاجتماع ستلاحقه بقوة،
وقد تُفشل كل شيء قبل أن يبدأ.
ولهذا تحركوا في صمتٍ تام…
رجال من الأوس والخزرج،
يختلطون بالحجاج نهارًا،
ويتهيؤون للميثاق الأعظم ليلًا.
🔹 3. لحظة الوصول… رجال يقفون على حافة التاريخ
وصل الأنصار إلى مكة قبل ليلة البيعة بقليل،
وكانت مشاعرهم خليطًا من الرهبة والفخر:
- رهبة من مواجهة قريش
- فخر بأنهم أول من سيحمل راية حماية الدين
- شوق لرؤية النبي ﷺ بعد عام من الانتظار
كان كل رجل منهم يدرك أنه مقبل على خطوة يمكن أن تغيّر حياته كلها،
وأن المدينة التي تبحث عن السلام ستصبح قريبًا ملاذًا للنبي ﷺ وصحابته.
لقد كانت ليلة العقبة الثانية ليست مجرد لقاء…
بل كانت استعدادًا لميلاد أمة جديدة.
🌙 إجتماع الأنصار السري في ظلام الجبال… وظهور النبي ﷺ بنور يملأ القلوب
🔹 1. منتصف الليل… والسكون يغطي شِعْب العقبة
كانت ليلة ساكنة لا يُسمع فيها إلا همسات الريح وهي تمر بين الصخور.
في هذا الظلام، تحرك الأنصار واحدًا تلو الآخر نحو الموضع المتفق عليه عند العقبة.
لم يكن أحد منهم يجرؤ أن يتحرك بصوت مرتفع؛
فكل خطوة كان لها وزن، وكل نفس كان له معنى.
تسرب الرجال عبر طريق ضيق بين الجبال:
– رجل يصل
– ثم آخر
– ثم ثالث
حتى اكتمل العدد…
أكثر من سبعين رجلًا يجلسون في شبه دائرة، ينتظرون اللحظة التي تغيّر التاريخ.
كان الليل يغطي كل شيء…
إلا قلوبهم، فقد كانت مضيئة أكثر من القمر الذي اختبأ خلف الجبل.
🔹 2. دخول النبي ﷺ إلى الاجتماع… لحظة صمت لا تُنسى
ظهر النبي ﷺ وهو يدخل الشِعب في هدوء،
وكان معه عمه العباس بن عبد المطلب،
الذي حضر قبل الإسلام ليطمئن على ابن أخيه.
وقف الجميع بمجرد وصوله،
وساد صمت عجيب…
وكأن الجبال وقفت معه احترامًا.
جلس النبي ﷺ بينهم،
وبدأت أنوار الحق تُشعل القلوب،
فكان الليل أشدَّ إشراقًا من النهار.
🔹 3. كلمة العباس… وصوت يقول الحق حتى قبل الإسلام
تكلم العباس أولًا، وكان وقتها على ملة قومه،
لكنه كان يعرف قيمة النبي ﷺ أكثر من أي أحد في مكة.
قال للأنصار كلامًا قويًا واضحًا:
إن قريشًا لن تترك ابن أخيه،
وإنهم إذا بايعوه فعليهم أن يدافعوا عنه كما يدافعون عن أنفسهم،
وإلا فليتركوه من الآن.
كانت هذه الكلمة اختبارًا حقيقيًا…
هل الأنصار مستعدون لحماية النبي ﷺ مهما حدث؟
هل يفهمون أن هذه البيعة ليست مجرد كلمات، بل مسؤولية ثقيلة؟
ردّ الأنصار بقلوب صادقة:
نحن نبايع على النصرة… مهما كانت التكاليف.
🔹 4. بداية الميثاق… لحظة يتنفس فيها التاريخ
بعد كلمة العباس، بدأ النبي ﷺ يتحدث…
حديثًا هادئًا لكنه ثابت كالجبال من حولهم.
تكلم عن الإيمان،
وعن الثبات،
وعن حماية الرسالة،
وعن الأمانة التي يحملونها إذا بايعوه.
وبينما كان يتحدث،
كان كل رجل في الأنصار يشعر أنه وُلد من جديد،
وأن هذه اللحظة أكبر من حياته،
وأن المدينة التي جاء منها ستتحول قريبًا إلى موطن النور.
🔥 الميثاق الأعظم… بيعة النصرة والحماية التي بُنيت عليها الهجرة
🔹 1. لحظة البيعة… حين امتدت الأيدي لتكتب عهدًا لا يشبه أي عهد
بعد أن انتهى النبي ﷺ من كلامه،
ساد صمت عميق…
صمت يعرفه التاريخ جيدًا،
لأنه كان يسبق حدثًا سيغيّر وجه الأرض.
وقف البراء بن معرور — أحد كبار الأنصار — وقال بجرأة رجل يعرف معنى المسؤولية:
“يا رسول الله، مد يدك نبايعك. والله لنمنعنّك مما نمنع منه نساءنا وأبناءنا.”
كانت تلك اللحظة كشرارة أضاءت الشِعب كله.
ثم امتدت الأيدي…
يد بعد يد…
أكثر من سبعين رجلًا يضعون أيديهم فوق يد النبي ﷺ،
يعلنون بيعة النصرة بكل قوة وصدق.
لم تكن بيعة ألفاظ،
ولا بيعة أخلاق فقط،
بل كانت بيعة قتال ودفاع والتزام بحماية النبي ﷺ كأنفسهم.
هذه هي البيعة التي ستسمى لاحقًا:
بيعة الحرب… أو بيعة العقبة الكبرى.
🔹 2. بنود البيعة… مسؤوليات ثقيلة تستحق أن تُكتب بماء الذهب
كانت البيعة تتضمن عهدًا واضحًا وصريحًا:
- السمع والطاعة في النشاط والكسل
- الإنفاق في العسر واليسر
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- ألا يخافوا في الله لومة لائم
- حماية النبي ﷺ إذا هاجر إليهم
- منعه مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم
كانت بنودًا عظيمة،
لكن الأنصار قبلوها بصدور مطمئنة،
لأن نور الإيمان كان قد ملأ قلوبهم إلى آخرها.
🔹 3. حوار حاسم… يختبر صدق الأنصار قبل إتمام العهد
بعد البيعة، قال رجل من الأنصار — يُقال إنه أبو الهيثم بن التيهان — كلمة صادقة، لكنها عميقة المعنى:
“يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالًا — يعني اليهود — فهل إذا نحن قطعناها ثم نصرك، فإن الله ينصرك وتنصرف عنا؟”
ابتسم النبي ﷺ وقال بثبات:
“بل الدم الدم، والهدم الهدم. أنا منكم وأنتم مني.”
فامتلأت أعين الرجال بالدموع…
لأن هذه الكلمات لم تكن مجرد وعد،
بل كانت عهدًا أبديًا لا يقطعه الزمن.
🔹 4. اكتمال البيعة… وانطلاق شرارة الهجرة
عندما اكتملت الأيدي فوق يد النبي ﷺ،
كان التاريخ يكتب جملة لا تُنسى:
“هنا بدأت دولة الإسلام.”
فقد أصبح لرسول الله ﷺ
أرض،
وأنصار،
وحماية،
ومكان يستطيع أن ينشر فيه الدعوة بلا خوف.
ومن هذه البيعة انطلقت أول خطوات الهجرة النبوية،
لتبدأ مرحلة جديدة تمامًا في مسار الإسلام.
🌑 لحظات الرحيل من العقبة… وكيف أفلت الأنصار من عيون قريش؟
🔹 1. نهاية الاجتماع… وصمت يسبق العاصفة
بعد اكتمال البيعة، لم يطل المجلس طويلًا.
كان الأنصار يدركون أن أي دقيقة زائدة قد تكشف الأمر لقريش التي لا تنام في موسم الحج.
فما إن انتهت الأيدي من الميثاق العظيم، حتى بدأ الرجال يتسللون خارج الشِّعب في مجموعات صغيرة، تمامًا كما جاؤوا.
كانت الليلة حالكة السواد،
والصخور تحجب الرؤية،
لكن الأنصار كانوا يعرفون الطريق جيدًا،
يسيرون بخفة،
ويخفضون أصواتهم،
ويتنقلون بين الجبال دون أن يشعر بهم أحد.
لقد خرجوا من العقبة وهم يحملون في قلوبهم أعظم عهدٍ أعطي للنبي ﷺ منذ بداية الدعوة.
🔹 2. محاولة قريش اكتشاف السر… صوت في الليل يثير الشك
لكن الأمور لم تمر بهدوء كامل.
فقد كان هناك رجل من قريش — من الحراس الذين يسهرون في موسم الحج — سمع همسات خفيفة عند الجبل،
فرمى صوته في الظلام:
“يا أهل الخيام! من هناك؟!”
توقف بعض الأنصار لوهلة،
ثم أشار لهم أحد كبارهم:
“لا تجيبوا… اكتموا أنفاسكم.”
وبالفعل لم يُسمع صوت،
فظن الرجل أن ما سمعه كان صوتًا لدواب أو ريح،
فعاد إلى مكانه.
كانت تلك اللحظة أقرب ما تكون إلى انكشاف الأمر…
لكن الله صرف عنهم أعين قريش لتتم البيعة كما أراد.
🔹 3. انتشار الخبر فجأة… وقريش تستيقظ غاضبة
مع بزوغ الفجر، خرجت إشاعة صغيرة بين الحجاج:
أن بعض رجال يثرب اجتمعوا ليلًا مع النبي ﷺ في مكان خفي.
لم تكن الإشاعة مؤكدة…
لكنها وصلت بسرعة إلى رؤوس قريش،
فاشتعلت الغيرة والخوف،
وأصبحوا يخشون أن تكون يثرب قد تحولت إلى الحاضنة الجديدة للدعوة.
ولذلك، خرجوا يسألون عن الأنصار،
يفتشون الطرق،
ويحاولون معرفة هوية من حضر الاجتماع.
لكن الأنصار كانوا قد تحركوا سريعًا،
وغادر أكثرهم المشاعر قبل أن تصل قريش إليهم.
🔹 4. مناوشة أخيرة… ومطاردة تفشل قبل بدايتها
استطاعت قريش أن تلحق بثلاثة رجال من الأنصار،
فضربوهم ضربًا خفيفًا،
وطلبوا منهم الاعتراف بما حصل.
لكن الأنصار كانوا ثابتين،
لم يبوحوا بشيء،
ولم يسقط منهم سر البيعة.
وعندما عادوا إلى قومهم،
قالوا:
“لولا حماية الله ما خرجنا سالمين.”
أما بقية الأنصار فقد أفلتوا تمامًا،
وعادوا إلى يثرب بأعظم عهدٍ حملته قبيلة في تاريخ الدعوة.
🌅 نتائج بيعة العقبة الثانية… كيف أصبحت يثرب موطن الهجرة؟
🔹 1. انتقال الدعوة من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة
كانت بيعة العقبة الثانية نقطة فاصلة لا تشبه أي حدث قبلها.
فمنذ ثلاث عشرة سنة والنبي ﷺ يدعو في مكة تحت الاضطهاد والحصار،
لا يملك إلا ثبات الإيمان،
ومجموعة قليلة من الصحابة تتعرض لكل أنواع الأذى.
لكن بعد هذه البيعة، تغيّر كل شيء.
فقد أصبح للنبي ﷺ الآن ظهير قوي خارج مكة:
رجالٌ من الأوس والخزرج،
يتعهدون بالدفاع عنه،
ويحمونه كما يحمون أسرهم،
ويستقبلونه في مدينتهم دون خوف من قريش أو غيرها.
لقد كانت هذه أول مرة منذ بداية الدعوة يصبح للنبي ﷺ كيان يحميه،
ومجتمع مسلم متكامل يستعد لاستقباله.
🔹 2. تحوّل يثرب إلى مركز للدولة القادمة
بعد عودة الأنصار إلى يثرب،
لم تعد المدينة كما كانت:
مجلس القرآن أصبح عامرًا،
أصوات الأذكار تُسمع في الطرقات،
والناس يدخلون الإسلام جماعات بعد أن شاهدوا عودة رجالهم بقلوب غير التي خرجوا بها.
وأصبح بيت أسعد بن زرارة وبيت سعد بن معاذ وبيت أبي الهيثم مراكز تأثير في المدينة.
أما مصعب بن عمير، فقد اكتمل عمله،
فقد نجح في تحويل يثرب من فكرة الإيمان إلى مركز حقيقي للدعوة.
وبذلك، صارت المدينة هي المكان الوحيد في الجزيرة الذي يمكن أن تقوم فيه دولة الإسلام.
🔹 3. بداية الإذن بالهجرة… طريق جديد يُفتح أمام الصحابة
بعد البيعة مباشرة،
عاد النبي ﷺ إلى مكة وهو يعلم أن مرحلة جديدة بدأت.
فلم تعد الهجرة حلمًا،
بل أصبحت ضرورة،
وأصبح هناك مكان يرحّب بكل مؤمن يترك مكة.
ومع مرور الأيام،
بدأ النبي ﷺ يأذن لأصحابه واحدًا تلو الآخر بالهجرة إلى يثرب:
رجال،
نساء،
شباب،
أسر كاملة تخلت عن بيوتها وأموالها،
اتجهت نحو المدينة لأنها أصبحت أرض الأمان.
ولم يبقَ في مكة من المسلمين إلا النبي ﷺ وأبو بكر وعلي وعدد قليل،
ينتظرون الإذن الإلهي بالهجرة الكبرى.
🔹 4. قريش تدرك الخطر… والقلق يتحول إلى رعب
كانت قريش تتابع الأحداث بقلوب مضطربة،
وهي ترى الصحابة يغادرون مكة سرًا أو علنًا متجهين نحو يثرب.
كانت تشعر بأن أمرًا خطيرًا يحدث،
وأن المدينة قد صارت ملاذًا للدعوة التي حاولوا إخمادها سنوات طويلة.
بدأ الخوف يتحول إلى رعب…
فإذا وصل النبي ﷺ إلى يثرب،
فلن يبقى لمكة السيطرة،
وسيولد هناك كيان جديد قد يغير ميزان القوى في الجزيرة.
ومن هذا القلق ستبدأ المؤامرة الكبرى…
التي ستقود إلى قرار قريش بمحاصرة النبي ﷺ أو قتله قبل الهجرة.
لكن هذه قصة الهجرة…
ولا تدخل في نطاق هذا المقال الذي يركّز على بيعة العقبة الثانية فقط.
❓ الأسئلة الشائعة حول بيعة العقبة الثانية
1. ما هي بيعة العقبة الثانية؟
هي الميثاق الذي بايع فيه أكثر من سبعين رجلًا من الأوس والخزرج النبي ﷺ سرًا عند العقبة ليلًا، على النصرة والحماية والدفاع عنه إذا هاجر إليهم. وهي البيعة التي مهّدت مباشرة للهجرة وبداية تكوين الدولة الإسلامية في المدينة.
2. ما الفرق بين بيعة العقبة الأولى والثانية؟
- بيعة العقبة الأولى: بيعة إيمان وأخلاق فقط، دون التزام بالدفاع أو القتال.
- بيعة العقبة الثانية: بيعة نصرة وحماية، وتعهد واضح بالدفاع عن النبي ﷺ كما يدافعون عن أنفسهم وأهليهم.
3. كم كان عدد الذين شاركوا في بيعة العقبة الثانية؟
حضر البيعة حوالي اثنان وسبعون رجلًا وامرأتان من الأنصار، وهو أكبر وفد قدم من يثرب قبل الهجرة، ودليل على انتشار الإسلام في المدينة بشكل واسع.
4. لماذا تمت البيعة سرًا وفي منتصف الليل؟
لأن قريش كانت ستمنع أي لقاء بين النبي ﷺ وأهل يثرب، ولأن الاجتماع كان يتضمن عهدًا خطيرًا بالنسبة للمكيين، وهو حماية النبي ﷺ من أذى قريش.
ولهذا تم اختيار مكان مظلم في الجبل، ووقتًا لا يشك فيه أحد.
5. ما البنود التي بايع عليها الأنصار؟
- السمع والطاعة في المنشط والمكره
- الإنفاق في العسر واليسر
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- عدم الخوف من لومة لائم
- حماية النبي ﷺ والدفاع عنه كالدفاع عن النفس والمال والأهل
هذه البنود كانت الأساس الذي بُنيت عليه الدولة الإسلامية فيما بعد.
6. لماذا كانت بيعة العقبة الثانية هي الأساس الحقيقي للهجرة؟
لأنها وفّرت للنبي ﷺ حماية جماعية، ومجتمعًا مستعدًا لاستقباله،
وبذلك أصبحت الهجرة ممكنة لأول مرة منذ بدء الدعوة.
ومن بعدها أذن النبي ﷺ للصحابة بالهجرة واحدًا تلو الآخر.
7. من الذي مثّل الأنصار في الحوار خلال البيعة؟
أبرز المتحدثين كان البراء بن معرور وأبو الهيثم بن التيهان، اللذان أظهرا شجاعة ووضوحًا في قبول مسؤولية النصرة، وسؤالهما عن تبعات البيعة ونتائجها.
8. كيف تعاملت قريش مع خبر البيعة؟
وصلت إليهم شائعات خفيفة عن اللقاء، فحاولوا تتبع الأنصار وضرب بعضهم،
لكن أكثر الأنصار أفلتوا وغادروا مكة،
وبقي الخبر غير مؤكد لقريش حتى بدأت الهجرة بالفعل.
📝 الخاتمة: الليلة التي غيّرت مسار التاريخ وفتحت طريق الهجرة
بقيت بيعة العقبة الثانية لحظةً استثنائية في مسار الدعوة، لحظةً لا تُقاس بعدد من حضرها، بل بعمق أثرها وتغييرها لطريق المستقبل.
ففي تلك الليلة المظلمة عند سفح الجبل، ووسط همسات الحجيج، وعيون قريش التي لا تنام، اتخذ رجال يثرب قرارًا لم يتخذه أحد قبلهم:
أن يصبحوا أنصار الله… وأنصار رسوله.
لم تكن البيعة مجرد اتفاق، بل كانت ميلادًا جديدًا للعلاقة بين مكة والمدينة،
وبداية تحول الدعوة من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة القوة،
ومن ضيق الحصار إلى رحابة الهجرة،
ومن مجتمع بلا مأوى إلى مدينة تستقبل النور.
لقد أثبت الأنصار أن الإيمان لا يُقاس بالكلام،
بل بالعهد، والمسؤولية، والقدرة على التضحية.
ومن هذه الليلة بدأت رحلة الهجرة التي ستُغيّر وجه الجزيرة والعالم إلى الأبد.
❓ أسئلة للقارئ
- ما أكثر موقف في بيعة العقبة الثانية شعرت أنه كان نقطة التحول الحقيقية في طريق الهجرة؟
- هل ترى أن استعداد الأنصار للنصرة يُعد من أعظم لحظات الوفاء في تاريخ السيرة؟
- ما الدرس الأبرز الذي يمكن أن نتعلمه اليوم من شجاعة الأنصار في تلك الليلة؟
📣 دعوة للمشاركة
إذا أعجبك هذا المقال وأضفى لك معرفة جديدة عن مراحل الدعوة،
شاركه مع الآخرين… فربما تُلهم هذه القصة قارئًا آخر ليقترب من روعة السيرة النبوية ومعاني النصرة.
📚 المصادر التاريخية حول بيعة العقبة الثانية:
| المرجع | المؤلف | ملاحظات |
|---|---|---|
| السيرة النبوية | ابن هشام | أوثق مصادر تفاصيل بيعة العقبة الثانية، وأسماء الأنصار، وتسلسل الحدث ليلة البيعة. |
| البداية والنهاية | ابن كثير | يروي أحداث الميثاق، وكلمات البراء بن معرور، وحوار العباس، ونتائج البيعة على الدعوة. |
| طبقات ابن سعد | محمد بن سعد | يسرد أسماء المشاركين، ويروي المواقف الدقيقة بعد عودة الأنصار إلى يثرب. |
| دلائل النبوة | البيهقي | يقدم روايات متعددة عن اجتماع العقبة، وسبب السرية، وبداية ذعر قريش من البيعة. |
| الرحيق المختوم | صفي الرحمن المباركفوري | تلخيص محقق ومنسق لكل روايات البيعة الثانية، وسياق انتشار الإسلام في يثرب. |
| تاريخ الطبري | الطبري | سرد تاريخي شامل للبيعة ومقدمة الهجرة، وتحليل موقف قريش بعد انتشار خبر الميثاق. |
📝 الملاحظات التاريخية
اعتمد هذا المقال على أشهر وأصح روايات كتب السيرة، مع ترتيب الأحداث وفق تتابعها الزمني المعروف عند جمهور أهل العلم. وقد رُوعي أن تظل التفاصيل ضمن نطاق بيعة العقبة الثانية فقط دون تجاوزها إلى الهجرة أو أحداث لاحقة إلا بالقدر الذي يخدم المعنى التاريخي للبيعة نفسها.

شكرًا لزيارتك مدونتي!
أحب أن أسمع أفكارك وآراءك حول ما تقرأه هنا. يرجى ترك تعليقك أدناه وإخباري برأيك في المقالة. تعليقاتك ذات قيمة بالنسبة لي وتساعد في تحسين المحتوى الذي أقدمه.
ملاحظة:
يرجى تجنب استخدام اللغة الغير اللائقة.
سيتم إزالة التعليقات التي تحتوي على روابط غير مرغوب فيها أو لغة مسيئة.
شكرًا لوقتك وأتطلع لقراءة تعليقاتك!