📁 آخر الأخبار

كيف تمت بيعة العقبة الأولى: ومن هم الأنصار الستة الذين ساعدوا إنتشار الإسلام فى (يثرب) المدينة المنورة

بيعة العقبة الأولى: بداية نصرة الأنصار حين فتحت السماء بابًا جديدًا بعد سنوات من الألم

في السنة التي ظن فيها الناس أن الدعوة تضعف، وفي الوقت الذي اجتمعت فيه على النبي ﷺ أحزان موت خديجة، وغياب حماية أبي طالب، وقسوة أهل الطائف… كانت السماء تُهيّئ حدثًا سيغيّر مسار التاريخ كله.

فبعد سنوات من عرض النبي ﷺ الإسلام على القبائل في مواسم الحج، بين السخرية والرفض والاحترام دون استجابة… ظهر ضوء جديد من مكان لم يكن لأحد أن يتوقعه:

مدينة يثرب… الأرض التي تبحث عن السلام بعد عقود من الحروب.

كان أهلها يعيشون صراعًا طويلًا بين الأوس والخزرج، وقد أنهكتهم الدماء، فصاروا ينتظرون صوتًا يوحّدهم.
وفي موسم حج هادئ، بعيد عن أعين قريش، جاء ستة رجال من الخزرج…
رجال بسطاء، لا يملكون قوة ولا ثروة، لكن قلوبهم كانت مفتوحة للحق.

لقاءات قصيرة… كلمات قليلة…
لكنها صنعت ما لم تستطع الجيوش أن تصنعه.

هؤلاء الستة كانوا الشرارة الأولى التي ستفتح باب بيعة العقبة الأولى، بداية نصرة الأنصار، وبداية طريق الدولة الإسلامية.

مشهد سينمائي ليلي يجسّد بيعة العقبة الأولى، يظهر فيه رجل محاط بهالة نور بيضاء ساطعة دون ملامح، وحوله ستة رجال من الأنصار في اجتماع سري تحت ضوء القمر.
تصوير فني تاريخي لبيعة العقبة الأولى، حيث يجتمع ستة رجال من الأنصار حول رجل محاط بهالة نور بيضاء ساطعة دون ملامح لقادسية النبي ﷺ في مشهد ليلي يعكس بداية نصرة أهل يثرب للدعوة الإسلامية.

🕌 من هم الرجال الستة الذين التقى بهم النبي ﷺ؟ بداية التحول في يثرب

🔹 1. قلوب تبحث عن الحق… جاءت للحج بلا توقعات

كان هؤلاء الستة من الخزرج، قدموا إلى مكة حاجّين، دون أدنى فكرة أن رحلتهم ستغيّر التاريخ.
لم يكونوا من كبار القوم، ولا من أصحاب النفوذ، لكنّ قلوبهم كانت منهكة من صراع طويل مع الأوس، ومن حروب أنهكت الدماء والعقول.

في المساء، وبين خيام منى الهادئة، اقترب منهم رجل قريشي هادئ، يحمل هيبة لم يألفوها.
تحدث إليهم بكلمات بسيطة… لكنها كانت كالشرارة التي تفتح بابًا مغلقًا منذ سنوات.

هؤلاء الستة كانوا:

  • أسعد بن زرارة
  • عوف بن الحارث (ابن عفراء)
  • رافع بن مالك
  • قطبة بن عامر
  • عقبة بن عامر
  • جابر بن عبد الله بن رئاب

ستة رجال فقط… لكن الله أراد بهم خيرًا عظيمًا.

🔹 2. السماع الأول… عندما لامس القرآن قلوبًا أنهكتها الحروب

جلسوا مع النبي ﷺ في مكان هادئ بعيد عن أعين قريش.
بدأ النبي ﷺ بتلاوة بعض آيات القرآن، آيات تجمع بين جمال الصوت وعمق المعنى، وبين هيبة الكلمات وقوتها.

لم يكن الحديث طويلًا، لكن أثره كان عميقًا.
فالخزرج سمعوا اليهود في يثرب طويلًا يقولون:

“قد أظلّ زمان نبيّ سيخرج، سنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وثمود.”

فلما سمع هؤلاء الستة القرآن، قالوا في أنفسهم:

“والله إنه للنبي الذي كانت تذكره اليهود… فلا يسبقنّكم إليه أحد.”

كانت لحظة صدق… لحظة صفاء… لحظة انتقال بين تاريخين.

🔹 3. قرار الإيمان… وعودة إلى يثرب برسالة جديدة

ما إن انتهى اللقاء، حتى أعلن الرجال الستة إسلامهم فورًا.
لم يطلبوا دليلًا، لم يساوموا، لم يشترطوا.
رأوا الحقيقة واضحة أمامهم.

قبل مغادرتهم مكة، قال لهم النبي ﷺ:
“أَلَا تُخْفُوا عَلَيَّ شَيْئًا.”
فأخبروه بحال يثرب، وبحروبها، وبأن الناس هناك متعبون ينتظرون كلمة تجمعهم.

ثم وعدوه أن يعودوا في العام القادم، وأن يدعوا قومهم إلى الإسلام قبل عودتهم.

وهكذا…

ستة رجال فقط — لكن معهم بدأت أول صفحة من صفحات نصرة الأنصار.


🌱 عودة الوفد إلى يثرب… كيف انتشر الإسلام سرًّا بين الخزرج؟

🔹 1. ستة رجال… ومدينة تنتظر الكلمة التي تجمعها

عاد الوفد الصغير إلى يثرب، لكنهم لم يعودوا كما خرجوا.
عادوا بقلوب مضيئة، وروح جديدة، وكلمة حملوها بكل يقين:
الإسلام.

كانت يثرب آنذاك مدينةً مثقلة بالحروب:
الأوس والخزرج في صراع دام سنوات طويلة، لا يكاد ينتهي إلا ليبدأ من جديد.
وكان الناس يتطلعون لأي أمل يُنهي هذا الدم.

فلما عاد الستة، بدأوا ينشرون خبر النبي ﷺ في مجالسهم:
– في البيت
– في السوق
– في مضارب القوم
– وفي الجلسات الليلية

ومع كل حديث، كانت القلوب تقترب أكثر من التعرف إلى هذا الدين الجديد.

🔹 2. أول بذور الإسلام… كلمات تنتقل من فمٍ إلى فم

لم يكن في يثرب حينها ضغط من قريش، ولا تشويه ولا اضطهاد،
فانتقلت دعوة الإسلام بسهولة مدهشة:

  • رجل يخبر زوجته
  • صديق يخبر صديقه
  • أم تحدث أبناءها
  • رجل من الخزرج يحدث جاره من الأوس
  • تاجر يحدث زبائنه

كان الأمر يجري دون تنظيم رسمي، لكنه كان أشبه بنور ينتشر في الظلام.

وما ساعد على هذا الانتشار أن اليهود في المدينة كانوا يتحدثون منذ زمن عن نبي سيظهر قريبًا…
فلما عاد الستة بما سمعوه، قال الناس:
“ربما يكون هذا هو النبي الذي تحدّث عنه اليهود!”

فازداد الشوق… وازداد التصديق.

🔹 3. انتشار الإسلام في الخزرج… حتى ظهر الصوت الأول من الأوس

كانت البداية مع الخزرج، لأن وفدهم هو الذي لقي النبي ﷺ أول مرة.
لكن أثر الدعوة كان سريعًا حتى وصل إلى الأوس، الذين كانوا خصوم الخزرج منذ سنوات.

وصلت الكلمات إلى رجل من الأوس، اسمه أُسيد بن حضير،
ثم إلى سعد بن معاذ
وهذان الرجلان سيصبحان لاحقًا من أعمدة الأنصار.

لكن ذلك سيكون بعد وقت قليل… أما الآن، فالمهم أن الإسلام بدأ ينتشر سِرًّا بلا مقاومة.

لقد تغيّرت يثرب خلال أشهر قليلة:
مجالس تتحدث عن النبي ﷺ كل ليلة،
رجال يريدون زيارته،
ونساء يسألن عن القرآن،
وأطفال يرددون الآيات التي يسمعونها.

مدينة كاملة كانت تتحول… دون أن يشعر أهل مكة بشيء.

🔹 4. وعدٌ ينتظر التحقيق… والقلوب تستعد للقاء القادم

قبل أن يغادر الستة مكة، قالوا للنبي ﷺ:
“سنعود إليك في الموسم القادم.”

ومذ عادوا إلى يثرب، بدأوا يتهيأون لعودة أخرى…
عودة كبيرة هذه المرة،
حيث سيأتي معهم عدد أكبر من الرجال المؤمنين.

وهكذا…
كان هذا الانتشار الهادئ هو الجسر الذي سيقود إلى بيعة العقبة الأولى.


🌙 اللقاء التاريخي في موسم الحج التالي… كيف حضر وفد الأنصار؟

🔹 1. عودة الوفد… لكن بعدد أكبر وقلوب مستعدة

حلّ موسم الحج التالي، وإذا بوفد من يثرب يصل إلى مكة…
ليس ستة هذه المرة، بل اثنا عشر رجلًا — ضعف العدد السابق تمامًا.

هؤلاء الرجال جاءوا بقلوب مهيأة، وصدور متلهفة، وأقدام حملتها رغبة صادقة في لقاء النبي ﷺ.
كانوا قد سمعوا القرآن، وتعلموا بعض أحكام الإسلام، وتأثروا بما نقله إليهم الستة الأوائل.

وعندما اقتربوا من مكة، قال بعضهم لبعض:
“لن نغادر هذا الموسم حتى نرى رسول الله ﷺ.”

كان فيهم من الخزرج، وفيهم من الأوس،
وهذه كانت أول مرة يقف فيها رجال من القبيلتين جنبًا إلى جنب توحّدهم عقيدة واحدة.

🔹 2. اللقاء الأول… كلمات تصنع جسورًا بين مكة ويثرب

التقى الاثنا عشر رجلًا بالنبي ﷺ سرًّا،
في مكان هادئ بعيد عن أعين قريش،
وسط ليل مكة الساكن،
حيث لا يسمع أحد خطواتهم ولا أصواتهم.

جلسوا أمام النبي ﷺ،
وكانت وجوههم تحمل مزيجًا من الهيبة والشوق.
قرأ عليهم النبي ﷺ القرآن،
وتحدث عن التوحيد،
وعن مكارم الأخلاق،
وعن المنهج الذي يُصلح القلوب والقبائل.

كانت الكلمات كالماء البارد الذي يسري في مدينة عطشى.

🔹 3. اتفاق أوّلي… يمهّد للبيعة الكبرى

لم تكن هذه الجلسة هي لحظة البيعة بعد،
لكنها كانت الجسر الذي ستقوم عليه.
ففي هذا اللقاء، اتفق الأنصار على:

  • الإيمان بالله ورسوله
  • نشر الإسلام في بيوتهم
  • ترك المنكرات
  • حماية دينهم الجديد مما قد يشوّهه الناس
  • العودة في الموسم القادم بوفد أكبر

كان النبي ﷺ يبتسم وهو يرى الإيمان ينتقل من قلب إلى قلب…
ويرى في وجوه هؤلاء الرجال أمارات النصر القادم.

🔹 4. صدى اللقاء في يثرب… وبداية تشكيل نواة “الأنصار”

بعد انتهاء موسم الحج، عاد الاثنا عشر رجلًا إلى يثرب،
لكنهم لم يعودوا وحدهم هذه المرة.
عادوا ومعهم:

  1. نور إيمان واضح
  2. مسؤولية نشر الدين
  3. رغبة صادقة في حماية الدعوة
  4. استعداد نفسي لتحمّل تبعات البيعة القادمة

بدأ الإسلام يزداد انتشارًا:
– بيوت جديدة تدخل الإيمان
– رجال من الأوس يعلنون إسلامهم
– نساء ينقلن القرآن إلى أبنائهن
– مجالس ليلية تُقرأ فيها السور الأولى من القرآن

لقد بدأت يثرب تتحول مدينة مدينة
حتى صارت الأرض مهيأة للقاء الأعظم:
بيعة العقبة الأولى.


🌌 مشهد بيعة العقبة الأولى… اللقاء السري الذي غيّر مسار الدعوة

🔹 1. ليلة العقبة… حين سكن كل شيء إلا القلوب

كان الليل قد أرخى سدوله على منى،
والقمر ينساب نوره الخفيف بين الجبال،
والخيام هادئة لا يسمع منها سوى همسات الحجاج النائمين.

في هذا السكون، كان اثنا عشر رجلًا من يثرب يتحركون بخطوات خفيفة بين الصخور،
يخافون أن تراهم قريش،
ويخافون أن يراهم قومهم،
ويخافون أكثر… أن يفوتوا اللقاء الذي ينتظرونه منذ عام كامل.

كانوا يقولون لبعضهم:

“اذهبوا إلى العقبة في موضع كذا… ولا يشعر بكم أحد.”

هناك، تحت ظل شجرة،
كان النبي ﷺ ينتظرهم،
هادئًا، مطمئنًا،
تتوهج أنوار الوحي على وجهه وإن لم تظهر ملامحه.

🔹 2. بداية حديث النبي ﷺ مع الانصار… كلمات تهزُّ أرواح الرجال

جلس النبي ﷺ وسطهم،
والرجال من حوله كأنهم يحتمون بنوره.
بدأ كلامه بصوت خافت لكنه ثابت:

“تبايعونني على ألا تشركوا بالله شيئًا،
ولا تسرقوا،
ولا تزنوا،
ولا تقتلوا أولادكم،
ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم،
ولا تعصوا في معروف.”

كانت هذه الكلمات هي ميثاق الإيمان
ميثاقًا لا يحتاج إلى ثروات ولا سيوف،
بل يحتاج إلى صدق وإخلاص.

لم يطلب منهم حماية،
ولم يطلب منهم قتالًا،
فكانت هذه البيعة تُسمّى:
بيعة النساء
لأنها شبيهة بما بايع النبي ﷺ عليه النساء يوم الفتح.

🔹 3. وجوه الأنصار… الخشوع، والإيمان، وتاريخٌ يُكتب

نظر الرجال الاثنا عشر إلى بعضهم…
ثم إلى النبي ﷺ…
ثم إلى السماء…

كانوا يشعرون أن هذه اللحظة ليست مجرد اتفاق،
بل هي فجر جديد يسطع على مدينة يثرب التي أنهكتها الحروب.

مدّ أسعد بن زرارة يده أولهم…
ثم تبعه الآخرون واحدًا تلو الآخر،
حتى اكتملت البيعة،
بيعة الإيمان،
بيعة بداية النصرة.

قالوا له:
“نحن على ما بايعناك عليه.”

كانت الكلمات قليلة…
لكن أثرها كان أعمق من كل حروب العرب.

🔹 4. نهاية لقاء النبي ﷺ مع الانصار… وبدء مسؤولية الأنصار

قبل أن يتفرقوا، قال لهم النبي ﷺ:
“ابعثوا إليّ منكم رجلًا يعلمكم دينكم.”

فأرسلوا مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى يثرب.
كان شابًا رقيقًا لطيفًا،
لكنه يحمل نورًا يضيء مدينة بأكملها.

من تلك اللحظة، لم تعد يثرب كما كانت…
صار الإسلام يدخل البيوت بيتًا بعد بيت،
وصار الأنصار يتوحدون،
وصارت المدينة تستعد لتكون موطن الهجرة.

والبيعة الأولى — رغم أنها لم تكن بيعة قتال — كانت هي الجسر الذي سيقود إلى البيعة الثانية ثم الهجرة.


 🌿 دور مصعب بن عمير في يثرب بعد البيعة… ونشر الإسلام بهدوء قبل العام التالي

🔹 1. أول مبعوث في الإسلام… مهمة تبدأ من بيت صغير في يثرب

بعد اكتمال بيعة العقبة الأولى، كان لزامًا أن يعود الأنصار إلى يثرب بشخص يعلّمهم القرآن، ويرسّخ أركان الإيمان، ويُعرّف الناس بشريعة الإسلام.
فأرسل النبي ﷺ إليهم مصعب بن عمير، أول سفير في الإسلام، ليقوم بمهمة لم يسبقه إليها أحد.

وصل مصعب إلى يثرب في وقت كانت فيه البيعة ما تزال حديثة، والإسلام ينتشر في نطاق محدود.
اتخذ من بيت أسعد بن زرارة مركزًا لتعليم القرآن والصلاة، وكانا معًا يزوران المجالس والقبائل ويشرحان الدعوة بهدوء ونور.

هكذا بدأت المدينة تتغيّر…
ليس بضوضاء ولا صراع، بل بنبرة قرآن تُتلى، وكلمة حكيمة تُشرح، وقلب يلين لرحمة الدين الجديد.

🔹 2. انتشار الإسلام في البيوت… وتحول يثرب إلى أرض مهيأة للنصرة

كان مصعب يتنقل بين الأوس والخزرج، لا يفضل قبيلة على أخرى، ويشرح الإسلام لرجالٍ طالما كانوا خصومًا في الحرب، لكنهم اجتمعوا الآن على كلمة واحدة.
ومع كل يوم، كانت دائرة الإيمان تتسع:

  • رجل يُسلم فيخبر أهله
  • امرأة تحفظ آية وتعطيها لجاراتها
  • شاب يسمع القرآن لأول مرة فيتأثر
  • مجلس قبَلي يفتح بابه لسماع الحديث الجديد

انتشر الإسلام بدون مقاومة تُذكر؛
فقد تعب الناس من الحروب، وكانوا يبحثون عن دين يوحدهم.

وبينما كانت مكة تحاصر الدعوة، كانت يثرب تتحول شيئًا فشيئًا إلى وطن جديد ينتظر النبي ﷺ.

🔹 3. تأسيس أول نواة للأنصار… استعدادًا للقاء العقبة الكبرى

لم تكن بيعة العقبة الأولى هي نهاية الطريق،
بل كانت البداية التي فتحت الباب لتكوين نواة صلبة من المسلمين في يثرب.

خلال عام واحد فقط، تحولت البيوت المتفرقة إلى جماعة مؤمنة،
وبدأ المسلمون يجتمعون للصلاة في دار واحدة،
ويقرؤون القرآن علنًا،
ويتحدثون عن النبي ﷺ بين القبائل.

كانت الأنصار — رجالًا ونساءً — يشعرون أن البيعة التي أعطوها ليست مجرد كلمات،
بل مسؤولية،
وحياة جديدة،
وأمل لمدينة أنهكتها الخصومات.

وهكذا… أصبح الطريق ممهّدًا للقاء أكبر وأعمق،
لقاء سيعرفه التاريخ باسم بيعة العقبة الثانية.
لكن هذا اللقاء لا يخص هذا المقال،
لأن بيعة العقبة الأولى كانت الحدث الذي فتح الباب،
ومهّد الطريق،
ووضع الحجر الأول لنصرة النبي ﷺ ودعوته.


الأسئلة الشائعة حول بيعة العقبة الأولى

1. ما هي بيعة العقبة الأولى؟

بيعة العقبة الأولى هي ميثاق الإيمان الذي بايع فيه اثنا عشر رجلًا من الأنصار النبي ﷺ في موسم الحج، على التوحيد وترك المنكرات وطاعة الله دون التزام بقتال. كانت أول رابطة رسمية بين المسلمين في مكة والمدينة.


2. لماذا تُسمّى بيعة العقبة الأولى ببيعة النساء؟

سُمّيت “بيعة النساء” لأن بنودها تشبه البنود التي بايع عليها النبي ﷺ النساء يوم الفتح:
عدم الشرك، وعدم السرقة، وعدم الزنا، وعدم قتل الأولاد، وعدم البهتان، وعدم العصيان في معروف.
ولأنها كانت بيعة أخلاق وقيم، وليست بيعة قتال.


3. من هم الرجال الاثنا عشر الذين شاركوا في البيعة؟

جاء في كتب السيرة أن الأنصار الذين حضروا البيعة الأولى كانوا من الأوس والخزرج، منهم:
أسعد بن زرارة، عوف بن الحارث، رافع بن مالك، قطبة بن عامر، عقبة بن عامر، جابر بن عبد الله بن رئاب، وستة آخرون ممن أسلموا في يثرب قبل موسم الحج.


4. أين تمت بيعة العقبة الأولى؟

وقعت البيعة ليلًا عند شِعْب العقبة قرب منى، في لقاء سري بعيد عن أعين قريش، حيث اجتمع النبي ﷺ مع وفد الأنصار تحت ظل شجرة يحيط بها الظلام والهدوء.


5. لماذا تمت البيعة سرًا وليس علنًا؟

لأن قريش كانت تراقب النبي ﷺ وتمنع الوفود من لقائه، وكانت تخشى انتشار الإسلام خارج مكة.
كما أن الأنصار أنفسهم كانوا يخشون معرفة قومهم بالأمر، لأن البيعة كانت بداية ارتباط جديد يتطلب الحكمة والستر.


6. ما الذي بايع عليه الأنصار في هذه البيعة؟

بايعوا النبي ﷺ على:

  • الإيمان بالله وحده
  • ترك الشرك
  • الالتزام بالصدق والعفاف
  • اجتناب الكبائر
  • عدم ارتكاب البهتان
  • طاعته في المعروف

ولم يكن من ضمن البنود أي التزام بحماية النبي ﷺ أو القتال.


7. لماذا تُعد بيعة العقبة الأولى نقطة تحول في الدعوة الإسلامية؟

لأنها كانت أول اتفاق رسمي يربط النبي ﷺ بقبيلة خارج مكة،
ووضعت الأساس لنشر الإسلام في يثرب،
ومهّدت لظهور جماعة الأنصار،
وفتحت الباب لتحول المدينة إلى مركز جديد للدعوة.


8. ما الفرق بين بيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية؟

البيعة الأولى كانت بيعة إيمان وأخلاق فقط،
بينما الثانية — التي جاءت بعدها بعام — كانت بيعة حماية ونصرة.
لكن هذا المقال يركّز فقط على البيعة الأولى دون التطرق لغيرها.


📝 الخاتمة بيعة العقبة الأولى: بداية تحول كبير في مسار الدعوة الإسلامية

كانت بيعة العقبة الأولى خطوة صغيرة في العدد، لكنها كانت عظيمة في أثرها، وبداية تحول عميق في مسار الدعوة الإسلامية.
فقد مثّلت أول يد تمتد من خارج مكة لتمسك بيد النبي ﷺ، وأول عهد بينه وبين رجالٍ لم يروه من قبل إلا مرة واحدة، لكن قلوبهم فتحت للحق بلا تردد.

كانت تلك الليلة الهادئة في شِعب العقبة لحظة وُلد فيها شيء مختلف:
مدينة تبحث عن الوحدة وجدت في الإسلام خلاصها، ورجال أنهكتهم الحروب وجدوا في التوحيد راحة قلوبهم، ورسول مطارد في مكة وجد أخيرًا صدًى لدعوته في مكان بعيد عن قريش.

إن بيعة العقبة الأولى لم تكن بيعة سيوف ولا قوة،
بل كانت بيعة قيم
بيعة توحيد وأخلاق،
بيعة التزام بالحق،
وبيعة بداية عهد جديد سيفتح الطريق لما بعده.

ومن تلك اللحظة، أصبح للمدينة اسم جديد يتردّد في التاريخ:
الأنصار
رجال حملوا نور الإسلام قبل أن يصل إليهم صاحبه،
وكتبوا أول سطر في قصة نصرة ستغيّر وجه الأرض.

أسئلة للقارئ

  1. ما أكثر لحظة أثارت انتباهك في قصة بيعة العقبة الأولى؟
  2. هل ترى أن انتشار الإسلام في يثرب قبل البيعة كان معجزة ناعمة تسير بسلاسة؟
  3. كيف يمكن فهم أهمية “بيعة القيم” قبل “بيعة القوة” في مسار الدعوة؟

📣 دعوة للمشاركة

إن أعجبك هذا المقال، شاركه مع الآخرين؛ فربما تُلهم هذه القصة قارئًا جديدًا ليعيش معك روعة السيرة النبوية وبدايات نصرة الأنصار.


📚 المصادر التاريخية حول بيعة العقبة الأولى

المرجعالمؤلفملاحظات
السيرة النبويةابن هشامأوسع المصادر في سرد قصة بيعة العقبة الأولى، وأسماء الأنصار المشاركين فيها، وسياق الدعوة في مكة ويثرب.
البداية والنهايةابن كثيريقدم روايات تفصيلية عن الوفود، وانتشار الإسلام في يثرب قبل البيعة، ودور مصعب بن عمير.
طبقات ابن سعدمحمد بن سعديذكر روايات موثوقة عن الأنصار الأوائل، وملابسات البيعة الأولى.
دلائل النبوةالبيهقييتناول تسلسل أحداث الدعوة، ولقاءات النبي ﷺ بالوفود، ومنها وفد العقبة.
الرحيق المختومصفي الرحمن المباركفوريتلخيص محقق لأحداث البيعة وسياقها التاريخي، وانتشار الإسلام في يثرب.
تاريخ الطبريالطبريسرد تاريخي متسلسل يصف مواقف الأنصار وبدايات تكوّن مجتمع المدينة.

📝 ملاحظة عصور ذهبية

تم اعتماد أشهر وأصح مصادر السيرة المعتمدة عند أهل العلم، مع صياغة حديثة تبرز المعاني والدلالات دون إضافة أو تحريف.



عصور ذهبية
عصور ذهبية
تعليقات